خرج أكثر من 100 ألف شخص إلى شوارع نيويورك أمس الاحد احتجاجا على سياسات الرئيس جورج بوش بشأن الحرب على العراق ومروا على ساحة ماديسون سكوير جاردن التي ستشهد انعقاد مؤتمر الحزب الجمهوري لترشيح بوش لخوض انتخابات الرئاسة للفوز بولاية ثانية. وأكد منظمو المسيرة إن ما يقرب من 400 ألف شخص شاركوا في المظاهرات وهو الرقم الاكبر الذي يتظاهر ضد سياسات بوش منذ أن تولى رئاسة الولاياتالمتحدة. بينما قدرت الشرطة بشكل غير رسمي عدد المشاركين بنحو 120 ألفا. وتحركت المظاهرات السلمية ببطء شديد أمام ماديسون سكوير جاردن وهي منطقة لممارسة الالعاب الرياضية في الشارع رقم (7) فيما حث منظمو المسيرة المشاركين بالمضي قدما حتى يسهلوا من تدفق حركة المتظاهرين الآخرين الذين يسعون إلى الوصول لمكان تجمع المسيرة. واعتقلت الشرطة 200 شخص أثناء المظاهرات التي استمرت خمس ساعات في مانهاتن بسبب مخالفات قانونية طفيفة. ولوح المتظاهرون بلافتات تندد بالحرب على العراق والمشكلات البيئية ومستوى الرعاية الصحية وتوجهوا إلى منطقة وسط المدينة صوب برودواي وإلى شارع رقم (5) ومنه إلى ساحة (يونيون سكوير) حيث طلبت السلطات منهم إنهاء المسيرة هناك. وتبعد هذه الساحة 5ر2 كيلومتر جنوب ماديسون سكوير جاردن التي بدا أنها كانت نقطة التقاء المتظاهرين. ومثل المتظاهرون جماعات عديدة فشلت في الحصول على تصريح بتنظيم مسيرة كبيرة في المتنزه المركزي الشهير (سنترال بارك). وكانت جماعتا (أقول لا) و(متحدون من أجل السلام والعدالة) من أبرز منظمي تلك المسيرة. وكتب على اللافتات عبارات من بينها (بوش يكذب من يموت ؟ أعيدوا القوات إلى الوطن) و(طفح الكيل) و(نريد أموالا للرعاية الصحية وليس قنابل). وشارك في المسيرة شباب يضعون حول أعناقهم شارات صفراء مكتوب عليها (بوش يكذب). وأغلقت الشرطة معظم الشوارع الواقعة بين ساحة (يونيون سكوير) وساحة ماديسون سكوير جاردن أمام حركة مرور وسائل النقل العام وأبقتها مفتوحة أمام المتظاهرين فقط. واحتشد المئات من أفراد الشرطة لمراقبة حركة المشاركين في المسيرة. ولم يكن المتظاهرون جميعا من المناهضين للحرب على العراق إذ أن كثيرا منهم شاركوا لاسباب مختلفة من بينها حقوق المهاجرين والعمال وحقوق الانجاب للمرأة وحقوق الشواذ من الجنسين. ويعد مؤتمر الحزب الجمهوري، الذي سيبدأ فعالياته في نيويورك وتستمر أربعة أيام، هدفا للمتظاهرين الذين يأملون في اجتذاب ربع مليون شخص للمشاركة في المسيرة بيد أنهم لم يحصلوا على التصريح من السلطات بالتجمع في (سنترال بارك) في مانهاتن. وقال مسئولو المدينة إن أحد أسباب رفض السماح بتجمع هؤلاء في سنترال بارك هو الخوف من قيامهم بتدمير المساحة الخضراء التي يتكلف الحفاظ عليها ملايين الدولارات سنويا. وألقت جماعة (أقول لا) التي يتألف معظم أعضائها من الشباب باللائمة على بوش والجمهوريين لاستغلالهم مأساة هجمات 11 سبتمبر عام 2001 ضد مركز التجارة العالمي في نيويورك لتقديم أجندة (الرعب). ونشرت مدينة نيويورك قوة من رجال الشرطة قوامها عشرة آلاف رجل لحماية المؤتمر وخمسة آلاف من أعضاء الحزب الجمهوري. كما اتخذت الشرطة إجراءات أمنية مشددة للحيلولة دون وقوع أي هجمات فضلا عن المحافظة على النظام أثناء المظاهرات. متظاهرون يحملون نعوشا لاظهار معارضهم سياسة بوش العسكرية الشرطة تعتقل مندوبا من حركة (الفوضيين) التي تضامنت مع المتظاهرين