اكد ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي بقاءه في السباق الى البيت الابيض الى جانب الرئيس جورج بوش، حاسماً بذلك جدلاً حول مصيره اثارته اصوات داخل الحزب الجمهوري، مطالبة بشخصية "أقل جدلاً وأقوى شخصية". وأكد تشيني 63 عاماً في حديث الى قناة "سي سبان" اصرار بوش على "تماسك الفريق اياً كانت الظروف". وفي الوقت نفسه، حض بوش الأميركيين على منحه ولاية ثانية لانهاء المهمة في العراق وأفغانستان والمساهمة في تعزيز أمن أميركا وقوتها. وقال في طريق العودة من ولاية ويسكونسن امس: "أحتاج الى ولاية ثانية وأربع سنوات أخرى لنشر السلام في العالم وجعل الولاياتالمتحدة أكثر أماناً". وفي المقابل، شن المرشح الديموقراطي جون كيري هجوماً على سياسات الادارة "الانقسامية والمهددة للوحدة الأميركية". وقال في خطاب أمام جمعية حماية الأقليات للسود الأميركيين في مدينة فيلادلفيا والتي تغيب عنها بوش، أنه ملتزم بالتحدث الى "كل الأميركيين، من أي فئة أو لون أو طبقة". ووعد بتدخل أكبر في دارفور، القضية المحورية للأفريقيين - الأميركيين، وارسال قوات دولية الى هناك لتجنب كارثة انسانية. بيكر يطالب برحيل تشيني وتصاعدت الأصوات داخل الحزب الجمهوري مطالبة ب"انقاذ الحملة وتنحية تشيني"، كما صرح السناتور الجمهوري السابق ألفونسو داماتو الذي طالب بانضمام وزير الخارجية كولن باول أو السناتور عن ولاية أريزونا والجمهوري المعتدل جون ماكاين الى الحملة. ودعا وزير الخارجية السابق في عهد بوش الأب جيمس بيكر، بابدال تشيني بعمدة نيويورك رودي جولياني أو بيل فريست، رئيس الحزب في مجلس الشيوخ الأميركي. ويواحه تشيني، وهو أحد أهم رموز الجمهوريين وأبرز راسمي السياسة الخارجية للادارة، سلسلة من الاتهامات بالتورط في فضائح مالية وسياسية تتعلق بدوره في التحريض على الحرب في العراق من خلال الضغط على وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي وإعطاء وزير الخارجية معلومات غير دقيقة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، وفقاً لمذكرة من المؤتمر الوطني العراقي. كما تشمل الاتهامات تسريب معلومات عن عميلة ال"سي آي أي" فاليري بلايم وكشف هويتها علناً، في رد على فضح زوجها الفير جوزف ويلسون لادعاءات الادارة الخاطئة حول صفقة اليورانيوم بين النيجروالعراق. وانخفضت شعبية تشيني الى أدنى مستوى منذ أربع سنوات. ووصلت بحسب استطلاع اجرته مجلة "تايم" ومحطة "سي أن أن" في الثامن من الجاري، الى 38 في المئة في مقابل 47 في المئة لمنافسه جون ادواردز. ويتوقع الاميركيون مناظرات حامية بين تشيني "مدير الأعمال السابق" وادواردز "محامي الادعاء"، خصوصاً أن الأخير تولى المرافعة في قضايا ضد شركات ضخمة حليفة لتشيني. وشغل تشيني منصب مدير لشركة "هاليبرتون" العملاقة للنفط والأغذية بين عامي 1991 و1996. وتورطت الشركة حينها بقبض رشاوى واخذ عقود غير قانونية في نيجيريا، الأمر الذي تبت فيه المحكمة الفرنسية نظراً لتوليها عقود الشركات المنافسة في تلك الفترة. وبات تشيني ورقة صعبة وعبئاً ثقيلاً في الحملة الانتخابية وليس أمام بوش سوى خيار يتعامل معه، لأن اي خطة لابداله سيكون لها أثر سلبي على رصيد الرئيس وصورته في الرأي العام الأميركي.