أكد رئيس الحزب الحاكم في السودان ابراهيم احمد عمر ان نحو مليون لاجئ فروا من ديارهم في دارفور سيعودون في امان اليها اذا تماسكت الهدنة الهشة في ولايات الاقليم، لكن اللاجئين المنتشرين في مخيمات قرب الحدود مع تشاد يعانون نقصا في الغذاء ويريدون عبور الحدود واللجوء الى تشاد. وفي وقت يتعاطف العالم مع اللاجئين من اصول افريقية في دارفور، يقول لاجئون من العرب انهم هم ايضاً بحاجة للمساعدة أيضاً. واعتبر ابراهيم احمد عمر، ان محادثات السلام الجارية في ابوجا لأزمة دارفور يمكن ان تشمل شكلاً من اشكال الحكم الذاتي لهذه المنطقة النائية مماثلة لاتفاق يرجى ان ينهي أكثر من عقدين من الحرب الاهلية في الجنوب. وقال في تصريحات في الخرطوم: "اذا استمر وقف النار وتوصل المتمردون والحكومة الى اتفاق فان الامر لن يستغرق أكثر من ثلاثة أو أربعة شهور ليعود اللاجئون الى قراهم". واضاف ان قوات الشرطة التي يراوح تعدادها بين 16 و20 الفاً والتي يجري نشرها حالياً في دارفور، ستبقى ما دامت هناك حاجة اليها لضمان امن سكان القرى الذين فروا من القتال وغارات الميليشيا العربية التي تعرف باسم الجنجاويد. وتقيم مجموعة من نحو تسعة آلاف نازح في مخيم قرب الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور. ويعتمد هؤلاء بدرجة كبيرة على سكان المنطقة في الحصول على الغذاء. وقال عبدالله ياسين أحد سكان المخيم "سئمنا الكلام. اذا لم يتغير شيء خلال عشرة أيام سنحمل أطفالنا على أكتافنا ونذهب الى تشاد.. سيراً على الاقدام". وأعلن برنامج الغذاء العالمي انه أسقط للمرة الاولى اول من أمس مواد غذائية في منطقة الجنينة وان عمليات الاسقاط ستستمر حول عاصمة الولاية لمدة شهر على الاقل. لكن سكان المخيمات الذين اعتمدوا على اعانات سكان المنطقة على مدى الاشهر الثمانية الماضية سئموا الوعود بتوفير الغذاء كما سئموا الوعود بالامن اذا عادوا الى ديارهم. فهم يفرون من هجمات ميليشيات الجنجاويد. وقال آدم محمد ابو بكر من سكان المخيم: "الذين هاجمونا كانوا يرتدون زي القوات الحكومية السودانية. والآن يريدوننا أن نعود. أقول انهم يريدون القضاء علينا. أريد الذهاب الى تشاد". من جهة اخرى، يقول عرب في مخيم آخر للاجئين في الجنينة انه وسط كل التعاطف الدولي للاجئي دارفور المتحدرين من أصول افريقية فانهم يعانون من التجاهل ومحرومون من المساعدة. وينظر عمال اغاثة الى السودانيين من ذوي الاصول العربية باعتبارهم المعتدين في الصراع الذي استمر نحو عام، ولكن اللاجئين العرب في المخيم يقولون ان المعاناة ليست حكراً على ذوي الاصول الافريقية. قالت فاطمة محمد 25 عاماً التي غادرت منزلها قرب الحدود مع تشاد قبل نحو سبعة شهور: "رأينا نساء يقطعن أشلاء ورجالاً مقسمين نصفين. رأينا كل هذا وهم يقولون اننا لم نعان". واللاجئون النازحون عن المناطق ذات الغالبية العربية فروا من الهجمات التي كان يشنها المتمردون على منازلهم في سيربا التابعة لولاية غرب دارفور قرب الحدود مع تشاد قبل نحو ثمانية أشهر لكن لم تسجل أسماؤهم لتلقي المساعدات من هيئات الاغاثة الا في تموز يوليو. وقال عامل اغاثة محلي من مناطق يسكنها ذوو أصول افريقية في دارفور: "تأخر تسجيل أسماء هؤلاء المشردين للحصول على المساعدات الغذائية لأن العاملين في مجال الاغاثة استغرقوا وقتاً طويلاً ليصدقوا أن عرباً شردوا حقاً". وقال آخر من المشردين العرب: "يتجول أجانب بسياراتهم ويشير الينا مترجموهم باعتبارنا من الجنجاويد. لقد أصبحنا وكأننا أعجوبة يحملق فيها الناس".