طغت الازمة الانسانية المستمرة في اقليم دارفور، غرب السودان، على اعمال القمة الثالثة للاتحاد الافريقي لليوم الثاني في اديس ابابا. وتجاوز الاهتمام بالازمة الزعماء الافارقة الى دائرة عالمية اوسع. إذ عرض الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الموجود في العاصمة الاثيوبية، تقريراً عن الوضع في السودان امام مجلس الامن عبر الاقمار الاصطناعية. وبرز انقسام وسط اعضاء المجلس بين مؤيد ومعارض لفرض عقوبات على السودان. وعززت الولاياتالمتحدة ضغوطها على الخرطوم بالتلميح الى عزمها فرض عقوبات دولية عليها اذا لم تنفذ التزاماتها نزع اسلحة ميليشيات "الجنجاويد" في غضون اسبوع. راجع الصفحة 6 في موازاة ذلك، هدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بفرض عقوبات على الخرطوم في حال عدم تعاونها، كما دعت الحكومة الفرنسية الخرطوم الى نزع اسلحة "الجنجاويد". وسيلتقي الرئيس عمر حسن البشير نظيره التشادي ادريس ديبي بعد غد في بلدة الجنينة السودانية المتاخمة لتشاد للبحث في نشر قوات مشتركة على الحدود بين بلديهما، في اطار اجراءات الحد من انتهاكات الميليشيات وضمان سلامة اللاجئين. وظهر تردد لدى اعضاء في مجلس الامن إزاء الاسراع الى فرض العقوبات على السودان و"الجنجاويد" بعد استماعهم الى عرض انان، لكن الداعين الى التريث يواجهون صعوبات في حماية الحكومة السودانية من الحظر العسكري وحظر الطيران، نظراً الى ازدياد التهم بتورطها في دعم "الجنجاويد"، وازدياد الغضب العالمي إزاء الكارثة الانسانية في دارفور والتي يعتبرها البعض "تطهيراً عرقياً". وتقرر انعقاد اجتماع على مستوى خبراء اعضاء مجلس الامن للبحث في مشروع القرار الاميركي الذي يفرض العقوبات على "الجنجاويد" ويهدد بعقوبات على الحكومة السودانية. وقالسفير المانيا، غنتر بلوغر، قبيل جلسة المشاورات المغلقة امس : "اننا ندعم اتخاذ اجراءات قوية"، نظراً الى عدم تنفيذ الخرطوم التزاماتها حماية الناس في الاقليم". وزاد ان تقرير الامين العام وما لمسه وزير الخارجية الاميركي كولن باول اثناء زيارته السودان التي تزامنت مع زيارة انان سيؤخذان في الاعتبار جدياً عند النظر في العقوبات. وتلقى انان وباول تعهدات من الحكومة السودانية في شأن نزع سلاح "الجنجاويد" وضبطها، وعدم عرقلة وصول الاغاثة الدولية وإحالة مرتكبي الجرائم على العدالة وضمان حقوق الانسان. وانقسم اعضاء مجلس الامن بين من يرى ان الحكومة السودانية غير قادرة على تنفيذ تعهداتها وتحتاج الى وقت، وبين من يجدها غير صادقة ويرى حاجة ماسة الى التحرك فوراً. وكانت البعثة الاميركية لدى الاممالمتحدة قدمت الاسبوع الماضي عرضاً أمام المجلس شمل صور ملتقطة جوياً لقرى في دارفور. واستنتجت ان هناك "تطهيرا عرقيا" وان قوى الامن الداخلي في السودان "تصدر اوامر لميليشيات الجنجاويد" وان "السودان يسيطر على الجنجاويد... والسودانيين اعترفوا لنا سراً بأن لهم سيطرة عليهم". وركز العرض الاميركي ايضاً على ما تشكله هذه الميليشيات من "تهديد لاستقرار المنطقة"، اذ انها تشن الهجمات ايضاً في تشاد. واشار الى ان وطأة العنف في الشهور الماضية تهدد ارواح 320 ألف شخص قد يلاقون حتفهم الخريف المقبل، وان نحو ألف شخص يموتون اسبوعياً، الى جانب تشريد مئات الآلاف واغتصاب النساء، واحتجاز المشردين "اسرى" في المخيمات.