تنفس العداء المغربي هشام الكروج الصعداء وتخلص من عقدة لازمته 8 اعوام في اكبر التظاهرات الرياضية العالمية التي يحلم اي رياضي بالتتويج فيها عندما أحرز اللقب الاولمبي في سباق 1500 م في دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في أثينا. ومحا الكروج دموع الحزن والاسى التي انهمرت من عينيه في اتلانتا 1996 وسيدني 2000 بفرحة هستيرية على الملعب الاولمبي في أثينا، ولسان حاله يقول "تنفست الصعداء، لقد تخلصت من عبء ثقيل ومن التوتر والضغط". وقال الكروج: "منذ صغري وأنا أحلم باللقب الاولمبي، واليوم تحول الحلم الى حقيقة، لقد تأخر التتويج لكن ما باليد حيلة، فالقدر حرمني منه في المرتين السابقتين وها هو اليوم يرد اعتباري وينصفني". وتابع "عدت من بعيد وتربعت على عرش سباقات 1500 م، اعتقد الجميع ان عهد الكروج انتهى، لكني قلت لهم اليوم: "الكروج لا يزال بطلا وقادرا على العطاء وستؤكد لكم الايام المقبلة ذلك". وأضاف "انا جائع ومتلهف الى احراز المزيد من الالقاب، فقد تخلصت من العبء الثقيل الذي كان على عاتقي وجعلني في وقت من الاوقات أشك في قدرتي على تحقيقه، والآن ستتغير الامور بكل تأكيد، وستلاحظون ذلك في سباق 5 آلاف م". وتابع "كنت قاب قوسين او ادنى من تحقيق الثنائية في بطولة باريس، لكني الآن مصمم على تحقيقها وسأخوض السباق بتكتيك مختلف عن 2003". ولم يقو الكروج على حبس مشاعره وفجرها اولا من خلال معانقته ابنته الوحيدة هبة البالغة شهرين من عمرها والتي كانت موجودة ووالدتها في المدرجات بالاضافة الى مدربه عبد القادر قادة، قبل ان يرقص "السيرتاكي" الرقصة اليونانية الشعبية ويبادل الجمهور الغفير الذي ملأ جنبات الملعب الاولمبي القبلات والتصفيق والتشجيع. ولم تفارق الابتسامة شفتي الكروج وطار فرحا حتى انه لم يكن يعرف ما الذي يفعله. كانت لحظات تاريخية وخالدة عاشها معه الجمهور من جنسيات عدة تعاطفت مع هذا البطل الذي ثابر وقاوم حتى حقق حلمه. وأوضح الكروج "صراحة، لست قادرا عن التعبير على الفرحة والسعادة التي تغمرني بعد احراز هذا اللقب الذي كنت أستحقه في اتلانتا وسيدني، وأحرزته في أثينا التي تعني الشىء الكثير لي لانها مهد الالعاب الاولمبية الحديثة ومسرح اول لقب عالمي لي". وتلقى الكروج في غمرة احتفالاته اتصالا هاتفيا من العاهل المغربي الملك محمد السادس هنأه فيه باللقب الذي طال انتظاره. وقال الكروج: "اني جد متأثر بهذه الالتفاتة الملكية، لقد هنأني وشجعني على تحقيق المزيد من الالقاب". وشارك الوفد المغربي الكروج فرحته، وكانت مواطنته نوال المتوكل بطلة سباق 400 م حواجز في اولمبياد لوس انجليس عام 1984 وعضوة اللجنة الاولمبية الدولية، كعادتها في الموعد وهنأته بحرارة وهي التي تحتفل بالذكرى العشرين على تتويجها بطلة اولمبية. وقالت المتوكل التي ستقوم بتتويج الكروج: "انه شعور لا يوصف، انها لحظات فريدة من نوعها وستبقى خالدة في الاذهان مدى الحياة، لقد ذكرتني بتتويجي بطلة اولمبية قبل 20 عاما عندما نلت الميدالية الذهبية لسباق 400 م حواجز"، مضيفة "انه انتصار رائع وجاء بجدارة وفي الوقت المناسب".