أنصف العداء المغربي هشام الكروج نفسه وكتب التاريخ الاولمبي والعالمي بميداليتين من المعدن الاصفر في سباقي 1500 م و5 آلاف م ضمن دورة الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في أثينا. وأكد الكروج نفسه "ملكا" على الاطلاق للسباقات نصف المتوسطة والمتوسطة وبات ثاني عداء في التاريخ يحقق هذا الانجاز منذ الفنلندي الشهير بافو نورمي عام 1924 في باريس الذي فاز بالسباقين ايضا، وأول عداء عربي ينال هذا الشرف. وأنصف القدر الكروج بعدما حرمه من ارتقاء منصة التتويج في اولمبيادي اتلانتا 1996 وسيدني 2000، فبعدما كان الكروج يحلم باحراز لقب اولمبي واحد في المسافة التي فرض فيها نفسه دوليا وعالميا، ها هو اليوم حقق الثنائية بتتويجه بطلا لسباق 5 آلاف م الذي كان باكورة السباقات التي اختص بها عندما بدأ مسيرته عام 1992. وحقق الكروج حلمين في يوم واحد ونجح للمرة الثانية على التوالي في حرمان منافسه التقليدي في سباق 5 آلاف م والمرشح القوي لاحراز اللقب الاثيوبي كينينيسا بيكيلي من تحقيق الثنائية بعدما فعلها في بطولة العالم الاخيرة في باريس عندما حل ثانيا امام بيكيلي الذي حل ثالثا. ولو قدر للكروج ان يكتب سيناريو لحصيلته في الالعاب الاولمبية الحالية لما رسخه مثلما حصل على ارض الواقع وبجدارة واستحقاق وبتفاؤل كبير في أثينا التي كانت مسرحا لتتويجه بطلا عالميا للمرة الاولى ان يحقق هذا الانجاز 4 مرات، وها هو اليوم حقق ما عجز مواطنه الاسطورة سعيد عويطة عن تحقيقه. وحتى الكروج نفسه لم يصدق ما حققه عند وصوله الى خط النهاية، وأشار بيديه "اثنان" ولسان حاله يقول : انجاز لا يصدق. قبل ان يطير من الفرح ويقوم بلفة الى جانب مواطنه هشام بيلاني وسط تصفي الجمهور الغفير الذي حيا انجازه مطولا. وخلافا لمواسمه الاولمبية السابقة عندما كان في قمة مستواه، عانى الكروج هذا الموسم من مشاكل صحية أولا جعلته يشك في قدرته على المشاركة في الالعاب الاولمبية، ثم مني بخسارته الاولى منذ اولمبياد سيدني في لقاء روما مطلع تموز/يوليو الماضي، قبل ان يخسر للمرة الثانية امام الكيني برنارد لاغات في لقاء زيوريخ في السادس من الشهر الحالي، حتى ظن الجميع ان زمن الكروج ولى. بيد ان العداء المغربي تخلص من جميع الضغوطات واختار الاعتكاف بعيدا عن انظار الصحفيين والمراقبين واستعد جيدا للدورة الاولمبية وأكد فيها وفي مدى اسبوع واحد فقط ان الكروج لم ينته وأنه لا يزال سيدا لمسافة اختصاصه 1500 م وكذلك سباق 5 آلاف م. وقال الكروج : انا سعيد جدا بهذا الانجاز، كنت دائما متفائلا ولم أفقد في يوم من الايام الامل في امكانية حصولي على لقب اولمبي. وأضاف : كنت أحلم وعمري 12 عاما باحراز اللقب الاولمبي في سباقي 1500 م و5 آلاف م، لكني لم أكن أتوقع ان اكسب اللقبين في دورة اولمبية واحدة. وتابع : صدقوني، كنت أتحدث الى نفسي وانا مسترخ قبل ساعات من السباق، وقلت اذا اردت ان يتذكرك الناس الى الابد فيجب ان تحرز الميدالية الذهبية الاولمبية الثانية. وقد نجحت في ذلك. وأضاف : فرحتي لا توصف، ولا أجد الكلمات للتعبير عنها، انها ثمرة العمل المتواصل والتدريبات الشاقة وختم: سأواصل على هذا المنوال، وسأحقق المزيد من الالقاب. وبدا واضحا منذ البداية ان الكروج تنفس الصعداء بعد لقب سباق 1500 م وخاض سباق دون اي ضغوطات وهو الذي انعزل عن عائلته والمقربين اليه منذ الثلاثاء الماضي حتى يركز. البطل العربي في طريقه لخط النهاية