تعززت امس فرضية العمل الارهاب في تحطم طائرتين مدنيتين من طراز "توبوليف" جنوبروسيا، خصوصاً بعد اعلان ناطق باسم شركة "سيبير" المالكة لاحداهما، ان طاقمها ارسل اشارة استغاثة قبل لحظات من اختفائها عن شاشات الرادار. وبلغت حصيلة ضحايا الطائرتين تسعين قتيلاً، بين مسافرين وافراد الطاقمين. راجع ص7 وقال الناطق باسم شركة الطيران ان اشارة الاستغاثة تضمنت معلومات عن تعرض الطاقم لهجوم لم يحدد نوعه. واضاف ان حطام الطائرة الذي انتشر على مسافة شاسعة راوحت بين 40 و50 كيلومتراً يدل الى انفجار عبوة ناسفة على متنها. وفي وقت قطع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجازته في منتجع سوشي المطل على البحر الاسود وعاد الى الكرملين للاشراف على عمل لجنة شكلها للتحقيق في الحادثين، لم يستبعد المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف ان يكونا ناجمين عن عمل إرهابي. وظهرت في موسكو بعد ساعات من الحادثين المتزامنين تقريباً، فرضية تحدثت عن احتمال ان تكون الطائرة التي غادرت مطار موسكو متوجهة الى سوشي، سيطر عليها خاطفون وخططوا لاستهداف مقر الرئيس الروسي في المنتجع، في حين لفت مصدر روسي الى وجود محطة نووية قرب المنطقة التي تحطمت فيها الطائرتان، مشيراً الى احتمال ان تكون تلك المحطة مستهدفة ايضاً. ومما عزز فرضيات الهجوم الارهابي، اطلاق السلطات حملة بحث عن ثمانية ركاب، اجتازوا الاجراءات الأمنية في المطار وسلموا أمتعتهم لكنهم تخلفوا عن الرحلتين. وخيمت موجة من الذعر على موسكو، فيما تداولت الاوساط السياسية كلاماً عما وصفته بأنه "11 ايلول - روسي" في اشارة الى عمليات خطف الطائرات في نيويورك وواشنطن عام 2001. ورجح يفغيني سافوستيانوف الرئيس السابق لجهاز الأمن الفيديرالي ان يكون انتحاريون تمكنوا من اختراق التدابير الأمنية المشددة والسيطرة على الطائرتين. واعتبر ان من الصعب الحديث عن "صدفة"، خصوصاً ان التفجيرين تزامنا في التوقيت وان الطائرتين كليهما أقلعتا من المطار نفسه. واعتبر سافوستيانوف ان روسيا "واجهت على الأرجح هجوماً ارهابياً جديداً تم الترتيب له بعناية". واتجهت انظار المحققين الذين بدأوا فحص الصندوقين الاسودين في الطائرتين الى جهتين اساسيتين ربما تقفان وراء الحادث وهما: تنظيم "القاعدة" وجماعة القائد الشيشاني شامل باسايف الذي تربطه بالتنظيم صلات وثيقة، وسبق ان خطط لهجمات انتحارية في الاراضي الروسية خلال العامين الماضيين. ولوحظ ان الحادثين وقعا قبل ايام من الانتخابات الرئاسية في الشيشان والتي وعد المقاتلون المناهضون لروسيا بتعطيلها، في حين نفى ناطق باسم الزعيم الانفصالي اصلان مسخادوف تورط انصاره في "الحادث المأسوي".