ساعات من الرعب والألم أمضاها عشرات المدنيين الذين احتجزهم مسلحان شيشانيان مقنعان على متن حافلة جنوبروسيا، قبل ان تنهي الوحدات الخاصة العملية بهجوم مباغت استغرق ثوان، اسفر عن مصرع احد الخاطفين، كما اعلن مدعي عام روسيا فلاديمير اوستينوف مساء. وفي تكرار لحادثة خطف رهائن وقعت قبل سبع سنوات، اقتحم المسلحان حافلة تقل نحو اربعين راكباً متجهة من مدينة نيفينوميسك في اقليم ستافروبول المتاخم للشيشان الى عاصمة الاقليم، وطالبا باطلاق خمسة معتقلين متورطين في خطف طائرة العام 1994. وحاول رجال الشرطة في البداية، اعتراض الحافلة لكن النيران اطلقت داخلها وأصيب أحد الركاب وألقي به الى الشارع. وبعدها، سمح للحافلة بالتوجه الى مطار مدينة ميزالتيه فودي وهو الأكبر في جنوبروسيا. وأفادت اجهزة الاستخبارات ان قائد العملية شيشاني يدعى سلطان سعيد ايدييف 34 عاماً، طالب عبر لاسلكي اعطي له، بالافراج عن المعتقلين الخمسة المدانين بخطف طائرة في مطار ميزالتيه فودي، وبينهم احد أقارب الرئيس الشيشاني الراحل جوهر دودايف. وفي محاولة لايهام الخاطفين بان مطلبهما قيد التنفيذ، احضرت السلطات المعتقلين الخمسة من سجونهم الى مكان قريب من جسر مؤد الى المطار توقفت عليه الحافلة، فيما كانت وحدات "الفا" الخاصة تحضر للهجوم على الخاطفين، تماماً كما حصل في العام 1994. وكان الخاطفون سمحوا للركاب بتهشيم زجاج النوافذ لاستنشاق الهواء، كما وافقوا على نقل طعام وماء بارد وحتى البوظة الى الحافلة حيث ارتفعت الحرارة الى اكثر من اربعين درجة مئوية. كما أطلقوا تسعة ركاب بينهم نساء وأطفال قبل ان يطلبوا طائرة هليكوبتر لنقلهم الى مكان لم يفصحوا عنه. وبحلول الظلام، انهت رصاصة قناص بثوان معدودة، عملية الخطف التي استمرت 12 ساعة، اذ اردى القناص، المزود منظاراً للرؤية الليلية، قائد العملية، فيما اقتحم رفاقه الحافلة وقتلوا الخاطف الآخر. وأفيد ان عدداً غير محدد من الرهائن اصيب بجروح، سواء بطلقات نارية او نتيجة تناثر زجاج الحافلة كالشظايا. وكان الرئيس فلاديمير بوتين الموجود في منتجع سوتشي على البحر الأسود تابع الحادث عن كثب، فيما تجاهل المسؤولون الروس اعلان ناطق باسم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف عن استعداد الأخير للتدخل لحقن الدماء