تعيش روسيا حالة حداد على مقتل 89 على الاقل في تحطم طائرتين في كارثة مزدوجة يلفها الغموض يخشى البعض أن تكون عملا تخريبيا قبيل انتخابات مهمة في الشيشان. نكست الاعلام وسحبت المسرحيات الكوميدية من المسارح وعدلت برامج التلفزيون مع وصول أقارب الضحايا الى موقعي تحطم الطائرتين للتعرف على قتلاهم في حادثتي ليل الثلاثاء اللتين لم تعرف اسبابهما حتى الآن. وسخرت وسائل الاعلام الروسية من تصريحات المسؤولين عن تحطم الطائرتين بفارق دقائق بسبب أعطال فنية أو أخطاء بشرية. وكتبت صحيفة نيزافيسيمايا جازيت في عنوان بصفحتها الاولى أصبح لروسيا الآن 11 سبتمبر خاص بها في إشارة الى هجمات عام 2001 بطائرات مخطوفة على الولاياتالمتحدة والتي سقط فيها نحو ثلاثة آلاف قتيل. وهوت طائرة من طراز تي.يو. 134 كانت متجهة الى فولجوجراد قرب مدينة تولا جنوبي موسكو. وبعد دقائق معدودة وعلى بعد 800 كيلومتر تحطمت طائرة من طراز تي.يو. 154 كانت متجهة الى سوتشي قرب مدينة روستوف اون دون. وأقلعت الطائرتان من مطار دوموديدوفو في موسكو. وقالت شركة سيبير ايرلاينز مالكة الطائرة تي.يو. 154 ان الطيارين ارسلوا اشارة استغاثة تفيد أن الطائرة تعرضت للخطف قبل أن تتحطم وعلى متنها 43 من الركاب وأفراد الطاقم. وأضافت الشركة أن تناثر حطام الطائرة على مساحة عدة كيلومترات مربعة يشير الى احتمال انفجار وتحطم الطائرة في الجو. وقال المدعي العام الروسي فلاديمير اوستينوف في اجتماعه أمس الاول مع الرئيس فلاديمير بوتين الذي هرع الى موسكو قاطعا عطلته التي كان يقضيها في منتجع سوتشي على البحر الاسود انه لا يستبعد عملا ارهابيا أو خطأ فنيا أو بشريا. لكن متحدثا باسم جهاز الامن الروسي اف.اس.بي قال ان التحقيقات الاولية لم تظهر ما يدعم الاعتقاد بأن الطائرتين وقعتا ضحية هجوم وانها ركزت بدرجة أكبر على احتمالات وقوع أعطال فنية أو أخطاء بشرية. ويعلق المحققون الآمال على تسجيلات الطائرتين التي بدأت عمليات فك شفرتها امس الخميس في تفسير ما حدث. وانتشلت الصناديق السوداء الاربعة من موقعي التحطم كما نقلت أجزاء من الطائرتين المتحطمتين وملابس الضحايا الى موسكو مساء أمس الاول. وقال ممثل عن لجنة الطيران الحكومية لوكالة ايتارتاس المعامل الخاصة التابعة للجنة الطيران الحكومية مجهزة بكافة الوسائل المطلوبة. لكن الامر يعتمد على حالة التسجيلات. ووقع الحادث وسط تصاعد أعمال العنف في الشيشان حيث تقاتل موسكو مقاتلين شيشان منذ عشر سنوات. وشن المقاتلون الشيشان هجوما ضخما في جروزني عاصمة الجمهورية الانفصالية الاسبوع الماضي. ونفى مقاتلون شيشانيون معتدلون أي دور لهم في الحادث. لكن رفض المسؤولون على استحياء أي صلة بين حادثي التحطم والمقاتلين الشيشان وهو ما اعتادت عليه السلطات في اطار الحرب الدعائية الدائرة منذ فترة طويلة أربك وسائل الاعلام. وقالت صحيفة كوميرسانت اليومية يبدو أن السلطات لا ترغب قبيل انتخابات الرئاسة الشيشانية في الاعتراف بحقيقة واضحة.. ان المقاتلين الشيشان هم وحدهم القادرون على تنفيذ هجمات بهذا الحجم. وأشارت الى أن نظرية وقوع هجوم ارهابي ستعود للظهور الاسبوع المقبل عندما تنتهي الانتخابات الشيشانية. ونقلت الصحيفة عن عضو في فريق التحقيق من جهاز الامن الروسي لم تنشر اسمه قوله الاسبوع المقبل ستتضح الامور...وحتى ذلك الحين ليلقى اللوم في الكارثة على خطأ فني أو رداءة الوقود. الوضع يملي علينا ذلك.