أعلنت قيادة المقاومة الشيشانية، أنها قررت توسيع نطاق عملياتها العسكرية ليشمل كل الأراضي الروسية، ما يعتبر تبنياً لموقف أكثر الأجنحة الشيشانية تطرفاً. وجاء الإعلان على لسان أحمد زاكايف رئيس "حكومة أتشكيريا" التي شكلها الشيشانيون ولم تعترف بها موسكو. وقال زاكايف الذي يعد كذلك ممثلاً شخصياً للرئيس أصلان مسخادوف في عدد من الدول الأوروبية، أن "مجلس الدفاع الاتشكيري" اتخذ قراراً بنقل مسرح العمليات العسكرية ليشمل كل الأراضي الروسية. وأضاف أن القرار اتخذ بعدما ثبت "عدم جدوى الاعتماد على أساليب سياسية". وقال في مقابلة مع صحافيين ألمان نشرها موقع "القوقاز" الشيشاني إن المقاومة باتت أمام خيار وحيد هو "إشعال حرب عصابات في كل المناطق الروسية". وحمّل موسكو مسؤولية هذا التصعيد، وقال إنها جابهت كل محاولات التوصل إلى حل سياسي برفض مطلق. وشكلت التصريحات العنيفة مفاجأة في موسكو، خصوصاً أن زاكايف يعد واحداً من أكثر السياسيين الشيشان اعتدالاً، وكان أجرى مفاوضات في موسكو مع مسؤولين روس، أخفق الطرفان خلالها في التوصل الى اتفاق. ويعد هذا التطور الأول من نوعه منذ سعت القيادة الشيشانية إلى التوصل الى اتفاق سياسي مع الروس. وكان الرئيس اصلان مسخادوف دان في لهجة شديدة جميع العمليات الانتحارية التي استهدفت مدناً روسية، ووصفها بأنها أعمال إرهابية. وقال إن أعمال المقاومة الشيشانية ليست موجهة ضد المدنيين الروس. ورأى مراقبون في هذا التطور تبنياً من جانب المقاومة لوجهة نظر أكثر الأجنحة الشيشانية تطرفاً وهو التيار الذي يقوده زعيم الحرب شامل باسايف الذي كان أعلن مسؤوليته عن أكثر العمليات دموية خلال كل مراحل الصراع بين موسكو والمقاتلين الشيشان. ومن بينها عملية احتجاز رهائن في مسرح روسي العام الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 120 شخصاً، وكذلك تفجير انتحاري استهدف مستشفى عسكرياً قبل شهرين وقتل فيه نحو خمسين شخصاً. واعتبرت مصادر شيشانية أن سبب التصعيد يعود إلى أن قيادة المقاومة باتت تشعر بإحباط شديد بسبب إصرار موسكو على تجاهلها ومحاولة فرض تسوية لا يكون للقيادة الشيشانية السابقة دور فيها. لكن مصدراً روسياً تحدث إلى "الحياة"، اعتبر أن التحول الجديد في موقف الرئيس أصلان مسخادوف يدل إلى أن المقاتلين الشيشان بدأوا "يفقدون السيطرة على أعصابهم" بعد سلسلة خطوات ناجحة اتخذتها موسكو لتطبيع الوضع في الشيشان، وينتظر أن تتوج بإجراء انتخابات رئاسية هناك في الخامس من الشهر المقبل. تحطم مقاتلة استراتيجية من جهة أخرى، قتل أربعة من عناصر سلاح الجو الروسي في حادث تحطم مقاتلة استراتيجية من طراز "توبوليف 160" المجهزة لحمل أسلحة نووية. وذكر ناطق باسم قيادة سلاح الجو أن الطائرة التي تعد أحدث المقاتلات الروسية كانت تقوم بطلعة تجريبية قرب مدينة ساراتوف جنوبروسيا، عندما تعرضت لعطل فني مفاجئ أدى إلى فقدان السيطرة عليها. وكان طاقم الطائرة أبلغ مركز القيادة أن حريقاً نشب في أحد المحركات، لكن الاتصال انقطع بعد لحظات وانفجرت المقاتلة قبل أن يتمكن طاقمها من مغادرتها. ويعد الحادث، الأول من نوعه الذي تتعرض له المقاتلة التي توصف ب"العملاقة"، المجهزة للطيران مسافات طويلة وضرب أهداف حيوية بالأسلحة النووية أو التقليدية. وهي معدة لحمل 12 صاروخاً بعيد المدى مجهزة برؤوس نووية، إضافة الى أكثر من 40 طناً من القذائف المختلفة. وذكر الناطق إن المقاتلة كانت أفرغت من حمولتها قبل القيام برحلتها الأخيرة.