انفجرت طائرة ركاب روسية كانت اقلعت من مطار بن غوريون فوق مياه البحر الاسود، وقتل 78 شخصاً في الحادث، بينهم الركّاب وعددهم 66 جميعهم اسرائيليون، بحسب سلطات المطار. لكن ناطقاً باسم الشركة التي تملك الطائرة اكد ان بين الركاب 15 روسياً. ولم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احتمال "العمل الارهابي"، وهو اجرى اتصالاً برئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بعد الحادث، ثم ترددت انباء متضاربة عن احتمال اصابة الطائرة بصاروخ اوكراني لكن كييف نفت ذلك. وقالت مصادر البنتاغون ل"الحياة" في واشنطن ان الاستخبارات الاميركية تنظر في معلومات تشير الى ان صاروخ ارض جو أصاب الطائرة خطأ. وذكرت ان "القوات الاوكرانية فرضت حظراً جوياً فوق منطقة تجرى فيها مناورات بالذخيرة الحيّة ويبدو ان هذه المنطقة لم تكن واسعة كفاية". وكانت هيئة الطيران المدني الاسرائيلية علّقت لساعات كل الرحلات المغادرة من مطار تل ابيب بعد سقوط الطائرة الروسية، وقال ناطق باسم وزارة النقل الاسرائيلية لوكالة "فرانس برس" ان الدولة العبرية "لا تستبعد اي فرضية، بما فيها العمل الارهابي". ونقلت الوكالة عن المسؤول في الاسطول الروسي في البحر الاسود ايغور لاريتشيف ان الطائرة سقطت خطأ بصاروخ أطلقه الجيش الاوكراني اثناء تدريبات. وذكر مراسل لوكالة "رويترز" شاهد التدريبات ان صواريخ ارض جو اطلقت من موقع على الجانب الشرقي لشبه جزيرة القرم وصوّبت نحو عشرين طائرة من دون طيار، تستخدم كأهداف للتدريب. والطائرة التي سقطت بعد انفجارها وعلى متنها الركاب هي من طراز "توبوليف 154" كانت وصلت الى اسرائيل في رحلة خاصة تشارتر الاربعاء الماضي، وغادرت مطار بن غوريون بعد اجراءات تفتيش دقيقة للركاب وفحص للطائرة. وعلى بعد نحو 180 كيلومتراً من مصيف سوتشي الروسي، انقطع الاتصال ب"توبوليف" وغابت عن شاشات الرادار. وفي وقت لاحق ابلغ طيار كان يقود طائرة للخطوط الجوية الارمينية انه شاهد انفجار طائرة الركاب وهي على ارتفاع 11 ألف متر، وتابع سقوط حطامها في البحر. وبإيعاز من الرئيس بوتين بدأت عمليات بحث وانقاذ واسعة، شاركت فيها طائرات وسفن، واكتشفت جثث عدد من الركاب وافراد الطاقم. واكدت سلطات مطار بن غوريون ان جميع الركاب اسرائيليون، لكن ناطقاً باسم شركة "سيبيريا" التي تملك الطائرة افاد ان بين الركاب 15 روسياً بينهم نائب مدير الشركة لشؤون الامن فيكتور اليكسييف الذي كان في مهمة تفتيشية. ونفت موسكو ما ورد على لسان الوزير الاسرائيلي افرايم سنيه من ان مسؤولاً حكومياً روسيا رفيع المستوى كان على متن الطائرة. وفي اجتماع مع وزراء العدل الاوروبيين قال الرئيس الروسي ان "حدثاً مأسوياً حصل، ولا يُستبعد احتمال العمل الارهابي". وكلّف سكرتير مجلس الامن القومي الروسي فلاديمير روشايلو ترؤس لجنة خاصة للتحقيق. وقبل ظهور اي نتائج تسابق مسؤولو وزارتي المواصلات والامن في روسيا على الحديث عن "الارهاب" لكن ناطقاً باسم السفارة الروسية في اسرائيبل قال ان "هذا الاحتمال ضعيف"، نظراً الى اجراءات الامن الشديدة في مطار بن غوريون، وسرّبت انباء تفيد ان الطائرة هبطت في مطار بورغاس البلغاري وصعد اليها ستة ركّاب، لكن بلغاريا نفت بشدة، مؤكدة ان الطائرة لم تدخل اجواءها. يذكر ان "توبوليف 154" التي تحطمت لم تجر لها عمليات صيانة شاملة منذ العام 1995. الى ذلك نفى وزير الدفاع الاوكراني ان تكون الطائرة الروسية اسقطت عرضاً بصاروخ اوكراني كما نفت وزارة الدفاع الاوكرانية ان قواتها تسببت في الحادث. وقال الناطق باسمها كونستانتين خيفرنكو لوكالة "رويترز": "لا اتجاه اطلاق الصواريخ ولا مداها يتقاطعان من الناحية العملية او النظرية مع النقطة التي انفجرت فيها الطائرة، لذلك لم يكن للجيش الاوكراني اي دور في هذا الحادث". واعتمدت وسائل الاعلام الاسرائيلية في تغطيتها لانباء سقوط الطائرة على ما تناقلته وسائل الاعلام الاجنبية من دون ان يصدر عن كبار المسؤولين الاسرائيليين اي تعقيب رسمي. وكان لافتاً ان التلفزيون الاسرائيلي الذي قطع برامجه العادية لتغطية الحدث انشغل بتغطية العملية الفدائية في مدينة العفولة والتي تزامنت مع سقوط الطائرة.