توقف اطلاق النار في جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية للمرة الاولى منذ اسبوعين، فيما بدأت القوات الجورجية الانسحاب من منطقة الصراع بعدما سيطرت على مواقع الانفصاليين وسلمتها الى قوة سلام اقليمية. وأعلنت القوات الجورجية سيطرتها على ثلاثة مرتفعات استراتيجية تشرف على عاصمة أوسيتيا الجنوبية تسخينفالي التي يطلق منها الانفصاليون النار على قرى في جورجيا. ثم سلمت بناء على طلب من الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي السيطرة على الاقليم إلى القوة المشتركة لحفظ السلام والتي تضم عناصر من روسياوجورجيا وأوسيتيا الجنوبية، لكنها ابقت 500 عنصر في حال تأهب في بلدة غوري الموجودة خلف منطقة الصراع. وصرح وزير الداخلية الجورجي اراكلي اوكرواشفيلي بأن الجنود الجورجيين قادرون على الوصول الى تسخينفالي في فترة 15 دقيقة، "في حال تعرض شعبنا لأي تهديد"، في حين رأى ساكاشفيلي ان الانسحاب يشكل الفرصة الاخيرة لتحقيق السلام في المنطقة، وقال: "ادرك حجم مسؤوليتنا، لذا اريد ان نحاول كل السبل لتفادي نشوب حرب شاملة". وكان ساكاشفيلي تعهد في اعقاب توليه الحكم في كانون الثاني يناير الماضي، باستعادة السيطرة على اوسيتيا الجنوبية ومقاطعة ابخازيا الواقعة على البحر الاسود والتي كانت خاضت حرباً انفصالية ضد الحكومة المركزية في اوائل التسعينات من القرن الماضي. واستعادت جورجيا السيطرة في شكل سلمي على مقاطعة ادجاريا الواقعة على البحر الاسود، والتي ابقاها قائدها اصلان اباشيدزه بعيدة من سيطرة تبيليسي فترة طويلة، من دون ان يطالب بالحصول على استقلال كامل. وبدورها، علقت رئيسة البرلمان الجورجي نينو بوردجنادزه على الانسحاب بالقول: "قمنا بمبادرة سياسية مهمة، وأظهرنا للعالم كله اننا نريد السلام". في المقابل، انتقدت روسيا التقدم الاستراتيجي الحاسم للقوات الجورجية، علماً ان الرئيس فلاديمير بوتين كان وصف سابقاً اسلوب تعامل قادة جورجيا مع مناطق الاضطرابات ب"الغبي". وفي الوقت نفسه، رحبت الولاياتالمتحدة بالخطوة، واعتبرت انها تشكل مؤشراً ايجابياً لامكان التوصل الى حل سياسي في المرحلة التالية.