كشف تقرير صحافي بريطاني أمس ان أجهزة الاستخبارات الايطالية قامت "بتزوير" وثائق في محاولة لاثبات قيام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بشراء اليورانيوم من النيجر سعياً وراء صنع قنبلة نووية. وقالت صحيفة "ذي صانداي تايمز" انها قامت باقتفاء أثر وسيط غامض هو الشخصية الرئيسية في المزاعم الخاصة بشراء العراق كميات من اليورانيوم من النيجر قبل غزو العراق. وزعم هذا الوسيط الذي قابله مراسل الصحيفة في بروكسيل الاسبوع الماضي انه تعرض لعملية خداع بشأن حكاية شراء اليورانيوم النيجري التي أثارت إحراجاً لكل من الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسبب تأكيداتهما قبل الحرب بأن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل. وأشارت الصحيفة الى أن هذا الوسيط هو رجل ايطالي يطلق على نفسه اسم جياكومو، اشتهر بالمراهنة على الخيول وعمل لصالح القوات المسلحة وجهاز الاستخبارات الايطالي. وذكر هذا الوسيط ان جهاز الاستخبارات الخارجية الايطالي المعروف باسم "سيمي"، استخدمه لنشر وثائق مزورة تزعم بأن صدام حاول شراء اليورانيوم لاستخدامه في صنع قنبلة نووية. وقال: "تلقيت مكالمة هاتفية من زميل سابق في جهاز الاستخبارات وتم ابلاغي بأن سيدة من سفارة النيجر في روما لديها هدية تريد أن تقدمها لي. وقابلت هذه السيدة التي قدمت إلي مجموعة من الوثائق". وأوضح جياكومو: "ان مسؤولي جهاز "سيمي" كانوا يريدون مني توزيع هذه الوثائق، لكنهم أرادوا التحفظ عن كشف الجهة الصادرة عنها. كانوا متورطين في هذا الأمر". وتضم الوثائق حسب جياكومو مجموعة من البرقيات المرسلة بالتليكس والخطابات والعقود، تشير الى ان صدام توصل الى اتفاق مع النيجر للحصول على 500 طن من اليورانيوم الخام، وهي كمية كافية بعد تنقيتها لصنع قنابل نووية عدة. وقال جياكومو انه يأسف لهذه الخديعة، ولكنه واثق من ان هذه الوثائق صحيحة عندما قام بتوزيعها على أشخاص لهم اتصالات بأجهزة الاستخبارات وكذلك بصحافيين. وقالت "ذي صانداي تايمز" ان هذه الخديعة كانت لها آثار واسعة النطاق، حيث استخدمت في مقدمة الملف الذي نشرته الحكومة البريطانية عن أسلحة الدمار العراقية المزعومة في أيلول سبتمبر 2002، والاشارة الى أن صدام حاول "شراء كميات كبيرة من اليورانيوم من افريقيا النيجر". كما أكد الرئيس بوش هذا الاتهام في خطاب الاتحاد الذي ألقاه في العام نفسه. وعندما أثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في العام الماضي ان هذه الوثائق ليس لها أي صدقية، اعتذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على لسان مديرها جورج تينيت. إلا أن الحكومة البريطانية وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني أصرّا على ان لديهما أدلة مستقلة تثبت "علاقة العراقبالنيجر".