ترك رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات المتعلقة باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، عندما قال امس رداً على اسئلة الصحافيين لدى وصوله الى ساحة النجمة بعد مقابلة رئيس الجمهورية إميل لحود "قربناها شهر اذا بدكم" بخلاف ما كان اعلنه في السابق "احكوا معي بعد 25 تشرين الأول اكتوبر المقبل"... وفي تقدير الأوساط السياسية ان بري كان قصد من كلامه بعد 25 تشرين الأول، أن الأمور ستتوضح على صعيد انتخابات الرئاسة بينما اطلق امس اشارة تنم عن احتمال تقديم الموعد الى آخر ايلول سبتمبر، مما يعني ان النية موجودة لفتح دورة استثنائية في النصف الثاني من الشهر المقبل. واعتبرت الأوساط نفسها ان بري أراد بطريقة غير مباشرة ان يواكب الحركة التي يتولاها الرئيس بشار الأسد الذي باشر مشاوراته مع القوى اللبنانية المعنية بانتخابات الرئاسة. وقالت إن "من السابق لأوانه التكهن بآلية الاستحقاق"، مؤكدة أن الأسد لم يطرحها مع الذين التقاهم في اليومين الأخيرين. وواصل المرشح الى رئاسة الجمهورية مخايل الضاهر جولته على السياسيين، فالتقى نائب رئيس الحكومة عصام فارس واطلعه على رؤياه وتطلعاته وتوجهاته المستقبلية ونظرته الى بناء الدولة. وكذلك زار الضاهر مقر "جمعية المصارف" ونقابة الصحافة. وقال: "يتعين على أي حكم في لبنان ان يلتزم احترام الدستور نصاً وروحاً وأن يعتمد التعاون والتضامن بين السلطات وفقاًَ للصلاحيات المحددة في الدستور". وفي المواقف، جدد رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي قوله ان "حظوظ التمديد هي 90 في المئة". وسئل: هل لقاءات الرئيس السوري بشار الاسد مع القيادات السنية، رسالة لرئيس الحكومة رفيق الحريري بأن هناك بديلاً؟ أجاب: "نستغرب ان تقاس الامور في لبنان طائفياً ومذهبياً، القصة ليست هكذا. الرئيس الأسد قال بكل صراحة انه يفضل لبننة الاستحقاق، والكل يعرف ان سورية لها كلمة كبيرة واساسية في هذا الاستحقاق، وعندما يكون هناك لبننة يتم التشاور مع القيادات الموجودة في البلد للاطلاع على رأيها، وعلى اساس هذا التشاور يؤخذ القرار". وعما يتردد عن عقد دورة استثنائية للمجلس النيابي الشهر المقبل لتعديل الدستور قال كرامي: "عندما نقول لا قرار حتى الآن، فكيف يمكن الحديث عن دورة استثنائية وعن تعديل؟ حتى الآن لا يوجد قرار وانا اتحدث بما اعرفه". وهل ترى ان اكثرية اللبنانيين توافق على التمديد؟ قال: "علينا ان نرى حصيلة المشاورات، ولا شيء محسوماً حتى الآن". وكان وزير الصحة سليمان فرنجية قال ان "حظوظ التمديد ارتفعت الى 60 في المئة"، مؤكداً "التزامنا الخط السياسي عندما تكون الاستراتيجيات هي المفصل حتى لو اختلفنا مع الرئيس لحود داخلياً". وسأل النائب ناصر قنديل عن "معنى اصرار بعض المرشحين الرئاسيين على الدعوة الى ارسال الجيش الى الجنوب، الا اذا كان الهدف هو كسب رضا الأميركيين الذين اصبح لديهم الحديث عن أرسال الجيش بلا معنى عملي، سوى كلمة السر التي تشير الى دفتر شروطهم للبنان، وهو يبدأ بارسال الجيش وينتهي بالتوطين؟". واعتبر ان "المشكلة تكمن في ان البعض يظن ان الكلام الأميركي عن الرئيس لحود يسيء اليه، بينما هو، في الواقع، يدفع اللبنانيين الى التمسك به اكثر". وأعلن النائب انطوان حداد تأييده تعديل المادة 49 من الدستور "لئلا يحصل لغط كل ست سنوات". وقال: "اذا سئل أحد عن مأخذه على الرئيس لحود اعتقد انه لن يستطيع الاجابة ولن يجد مأخذاً عليه". ورأى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ان "أميركا تحاول ان تتدخل في لبنان وتقول انها توافق على هذا الرئيس وترفض الرئيس الآخر". وسأل الأميركيين: "لماذا تبدون رأيكم في انتخابات هي من مسؤولية المجلس النيابي؟ لماذا تعلقون على دستور يحمل في طياته حلولاً قد يختارها اللبنانيون؟ من الذي يعطيكم صلاحية ان تطلبوا خروج القوات السورية من لبنان بينما نحن اخترنا وجودها بإرادة الدولة اللبنانية". لحود: الفرحة تكتمل بتحرير مزارع شبعا من جهة ثانية، أكد لحود "ان الفرحة لن تكتمل الا بتحرير مزارع شبعا من الاحتلال الاسرائىلي"، وانه "ملتزم تحرير الأرض وتحقيق الوعد"، معتبراً ان هناك "تقصيراً تجاه المنطقة ويجب ان نعمل لها اكثر بكثير مما أنجز حتى الآن". وكان لحود يتحدث خلال اتصال هاتفي أجراه معه وزير الاتصالات جان لوي قرداحي الذي افتتح سنترال بلدة شبعا في المنطقة الحدودية. وتفقد قرداحي معتقل الخيام في زيارة اعتبرها "رسالة سياسية تحمل اكثر من معنى". وكان في استقباله مسؤول الجنوب في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق الذي أكد "ان المقاومة متنبهة تماماً الى كل محاولات العدو لئلا تعطيه اي مكسب أو فرصة لتحقيق اي معادلات جديدة". وقال قاووق إن زيارة قرداحي "رسالة الى العدو الاسرائىلي" بأنه "لا يزال هناك في الدولة من يهتم بأمر الجنوب".