رصدت السلطات الباكستانية أمس مكافآت تتجاوز المليون دولار لاعتقال ستة "إرهابيين"، في مقدمهم "أبو فرج" الليبي الرجل الثالث الجديد المزعوم في تنظيم "القاعدة"، خلفاً لخالد شيخ محمد العقل المدبر لاعتداءات 11 أيلول، والمعتقل في الولاياتالمتحدة. وانضم إلى "أبو فرج" في لائحة المطلوبين المواطن أمجد حسين الملقب ب"أمجد فاروقي"المشتبه بأنه خطط لمحاولات الاغتيال التي نجا منها الرئيس برويز مشرف في كانون الأول ديسمبر الماضي، وتورط في خطف وقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل مطلع عام 2002 وشكل حلقة وصل مهمة بين "القاعدة" وتنظيمات إسلامية باكستانية ناشطة. وحددت إسلام آباد قيمة المكافأة المخصصة للإدلاء بمعلومات عن "أبو فرج" و"أمجد فاروقي" بنحو 340 ألف دولار، ونحو 170 ألف دولار للقبض على محمد الرحمن الملقب ب"الصمد" ونحو 85 ألف دولار للقبض على ثلاثة مواطنين آخرين حملوا أسماء "منصور" الملقب ب"شوتا ابراهيم" و"قارئ إحسان" الملقب "بشهيد" و"عمر عقداس" الملقب ب"سهيل". وعلى صعيد آخر، قال خبراء في باكستان إن عدداً من قيادات الصف الثاني في تنظيمات إسلامية مختلفة مثل "الجماعة الإسلامية" و"جمعية علماء الإسلام" أنصار فضل الرحمن و"جمعية أهل الحديث"، ابتعدوا عن المكاتب التي يترددون إليها خشية اعتقالهم، كما آثر معظمهم عدم المبيت في منازلهم بعد قيام الشرطة بدهم عدد من منازل رجال الدين الذين يظهرون تعاطفاً مع تنظيم "القاعدة" وأنصاره. وأشار ناشط في مجلس الأمل المتحد أن القيادة المركزية للأحزاب الدينية طلبت من ناشطيها التعاون مع الأجهزة الأمنية التي تحاول اعتقال العناصر التي تقوم بمساعدة المطلوبين من "القاعدة" ومموليها. وتفاعلت محاولة الشرطة اعتقال إمام مسجد إسلام آباد محمد عبدالعزيز وعدد من أتباعه المتهمين بعلاقتهم مع "القاعدة". وأبدى عدد من أنصاره غضبهم لتنفيذ عملية الدهم التي استهدفت منزله أول من أمس. في المقابل، أعلن نائب رئيس شرطة إسلام آباد طارف محمود بيرزاده أن عبدالعزيز يتولى منذ أشهر عدة التحريض ضد الحكومة وقواتها. وتفاقمت الأزمة بين الحكومة وأقطاب التنظيمات الإسلامية، وفي مقدمهم قاضي حسين أحمد زعيم "الجماعة" بعد اتهام عدد من أنصاره بتقديم المساعدة لعناصر مطلوبة تعمل لمصلحة "القاعدة". وأكد رئيس الحكومة أن الأجهزة الأمنية ستتابع كل حال على حدة وتتعامل مع أعضاء "الجماعة" المتهمين كأفراد. انتخابات فرعية على صعيد آخر، جرت الانتخابات الفرعية لعضوية البرلمان في مقاطعتي تارباركار جنوب إقليم السند وآتوك وسط إقليم البنجاب أمس، أكد رئيس الحكومة وزعيم حزب الرابطة الإسلامية شودري شجاعات حسين أن فوز وزير المالية شوكت عزيز في الانتخابات سيفسح في المجال أمام تسلمه رئاسة الحكومة في فترة أسبوع واحد. وترافق تصريح رئيس الوزراء الحالي مع احتفال حزب الرابطة بفوز عزيز. وقال حسين ل"الحياة" إنه واثق من نجاح عزيز في مهمته التالية والتي ستركز على التنمية الاقتصادية وتعزيز علاقات باكستان الدولية، إضافة إلى مواصلة في مكافحة الإرهاب والذي كاد يتحول عزيز نفسه إلى أحد ضحاياه حين تعرض لمحاولة لاغتياله الشهر الماضي.