وصل الآلاف من العراقيين المؤيدين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر الى ابواب مدينة النجف وسط حيث دارت معارك عنيفة أخيراً بين ميليشيا "جيش المهدي" الموالية للصدر والقوات الاميركية، في وقت تعهد الزعيم الشيعي البقاء في المدينة حتى "النصر أو الموت دونه". وقدم انصار الصدر وعلى رأسهم الشيخ حازم الأعرجي أحد ممثليه من محافظات عراقية، مشياً على الاقدام، ورددوا هتافات مؤيدة للصدر وتدين رئيس الوزراء الموقت أياد علاوي. وعلى رغم ان شوارع النجف كانت مزدحمة بالمارة إلا أن المحلات ظلت مقفلة، فيما ازداد انتشار عناصر "جيش المهدي" في المدينة القديمة ومقبرتها التاريخية. وبدت الفنادق التي عجت بها المنطقة القريبة من الروضة الحيدرية، محترقة ومدمرة، اذ لحقت بها أضرار بالغة. كما شملت الأضرار الاحياء السكنية المحيطة بالروضة الحيدرية وهي الحويش والمشراق والعمارة والجديدة التي تقطنها عائلات فقيرة وطلبة الحوزة العلمية وثلاثة مراجع السيستاني والفياض والنجفي الذين غادروها. ونزحت غالبية العائلات النجفية الى الكوفة المجاورة التي شهدت هدوءاً على رغم بعض الاشتباكات، وعاد معظم النازحين الى مدينتهم بعد ورود انباء عن هدنة، لكنهم فوجئوا بالاضرار الكبيرة التي خلفتها المواجهات المسلحة. أما من لم يدمر منزله، فوجد أن اللصوص أغاروا عليه واستولوا على ما فيه. وطالب الكثير من سكان النجف بتعويضات عن هذه الأضرار التي سببتها العمليات العسكرية الأميركية. وجاء ذلك فيما تعهد رويترز الصدر البقاء في النجف حتى "تحقيق النصر او الموت دون ذلك". ونقل ناطق باسمه قوله لأنصاره في مسجد الامام علي انه ينصح الحكومة التي وصفها بأنها "ديكتاتورية" و"عميلة" بالاستقالة وان الشعب العراقي بأكمله يطالب باستقالتها، مضيفاً أنها "أسوأ من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين". وتابع انه لن يغادر النجف وسيبقى فيها ليدافع وانصاره "عن العتبات المقدسة حتى النصر او الشهادة"، فيما ردد أنصاره "لا لا لأميركا". وكان ناطق باسم الزعيم الشيعي أكد ان الصدر سيسحب قواته من النجف اذا انسحبت القوات الأميركية أيضاً ووافقت السلطات الدينية على ادارة الاماكن المقدسة في المدينة. وظهر الصدر واضعاً ضمادات على ذراعه اليمنى، مؤكداً بذلك تقارير تحدثت عن اصابته في القتال أول من أمس. وكان احمد الشيباني الناطق باسم الصدر صرح بأن "مقتدى أصيب في القصف الاميركي بثلاثة جروح في جسده"، موضحاً أنه كان في المرقد عند اصابته وانه أصيب في صدره وذراعه وساقه. لكن وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب نفى ان يكون الصدر أصيب، مشيراً الى أنه يتفاوض مع الحكومة لمغادرة مرقد الامام علي في النجف، وأنه لن يمس اذا غادر الضريح سلماً.