تشهد صالة مسرح "الأرينا" الليلة أمسية غنائية للفنان السوري الملتزم سميح شقير وفرقة العاشقين الفلسطينية، بعيداً من ضجيج مهرجانات الصيف الذي لم ينته بعد في الأردن. ولشقير جمهور عريض في الأردن، ليس من الأردنيين فقط، ولكن من عرب إسرائيل أيضاً، وهم عادة ما يشكلون عماد هذه الحفلات الغنائية، الملتزمة في شكل خاص، كونها مقدمة "لهم" في شكل او بآخر. وستكون هذه الإطلالة الثانية لشقير في لياليه العمانية في غضون عامين، بعدما كان أحيا حفلة لوحده قبل عام تقريباً، سبقته بضع مشاكل من قبيل منعه من دخول الأراضي الأردنية، قبل أن تحل تلك المشاكل بسرعة من جانب الحكومة التي نفت أن يكون شقير ممنوعاً من دخول المملكة، وعزت منعه وقتها من الدخول عبر الحدود الأردنية - السورية إلى خطأ غير مقصود. سيكون شقير وعوده هذه المرة بعيدين من المهرجانات التي تملأ صيف الأردن، وبعد يوم واحد من انطلاق مهرجان الفحيص غرب عمان الذي افتتح مساء أول من أمس. فلأغنيات شقير طابع قد لا تحتمله المهرجانات الصيفية ولا جمهورها "الخفيف"، على رغم أنها استضافت فنانين ملتزمين، مثل مرسيل خليفة في جرش وسامي حواط في الفحيص. أما فرقة العاشقين الفلسطينية التي تحيي ليلتها إلى جانب شقير، فإنها تجتر من الذاكرة بعضاً من أغنياتها الوطنية التي اشتهرت بها قبل نحو خمسة وعشرين عاماً، مثل "اشهد يا عالم علينا وع بيروت" و"من سجن عكا"، على رغم ابتعادها عن الساحة الغنائية نحو أحد عشر عاماً. ستحمل ليلة شقير والعاشقين نفساً جديداً للباحثين عن أغان مختلفة وفنانين مختلفين، قلما يحتفى بهم، سواء في الأردن أو خارجها. لذا ستكون ليلة كهذه لجمهور متعطش لفن انقرض تقريباً، نوعاً من الإنعاش الجزئي الذي لن يشفي الغليل أبداً. على العموم لن يجد جمهور صالة "الأرينا" نفسه غريباً عن أجواء فنية تختلف عن اللون السائد. فهذه الصالة الكبيرة التابعة لجامعة عمان الأهلية والواقعة بين مدينتي عمان والسلط، كانت افتتحت عام 1999 بحفلتين ضخمتين للسيدة فيروز، كانا آخر حفلتين قدمتهما في الأردن.