تجاوزت أوركسترا الشباب العربي الفلهارمونية، معاني الانسجام والتناغم في حفلة أقيمت لها في عمّان وسط تجمع عربي موسيقي، حضر من شتى البلدان العربية ليجسد الوحدة عبر تلاقي أنغام كلاسيكية غربية في حين، وأنغام من أعماق الوطنية العربية أحياناً أخرى. ثمة تحد يلوح في أفق المدرج الروماني في عمّان خلال الأمسية، مقطوعات موسيقية كلاسيكية غربية تمتاز بصعوبتها البالغة، استطاع أفراد الأوركسترا أداءها على أكمل وجوه الموسيقى بتفاصيلها الدقيقة. وكان أفراد الأوركسترا على قدر المسؤولية التي منحهم اياها قائدها الأردني محمد صديق. مقطوعة الافتتاحية «Ruslan and Ludmilla Overture» للملحن الروسي «Glinka»، الصعبة الأداء قدمها أفراد أوركسترا الشباب العربي باحترافية عالية. وثمة مقطوعة «Danzon No» للموسيقي الأميركي «Arturo Marquez» عُرفت بصعوبتها لما تحمله من إيقاعات لاتينية عدة، معتمدة على الأداء الانفرادي لكل آلة موسيقية على حدة. ولم تقتصر احترافية الأوركسترا على أداء المقطوعات الغربية الصعبة، إنما اتجهت إلى إعادة توزيع مقطوعة كلاسيكية شهيرة «Turkish March» لموتسارت، حيث قُدِّمت المعزوفة بطريقة منفردة على آلة البيانو من دون اقترانها بآلة أخرى، فأخذت طابعاً جديدًا وحصرياً للأمسية. انفردت أيضاً المغنية الأوبرالية المصرية جالا الحديدي في أداء ثلاثة مقاطع أوبرالية غربية، وتبعتها أربع أغنيات وطنية شهيرة من أداء الفنانة الأردنية «زين عوض» برفقة الأوركسترا. وقالت زين عوض ل «الحياة» إنها اختارت مجموعة من الأغاني الوطنية التي تلامس القلوب في الوطن العربي عموماً والأردن خصوصاً، وبيّنت أن هذه الأمسية تميزت بمزجٍ موسيقي من كل الدول العربية والغربية ونتائجها تجعل الفنان يرغب دوماً بإقامة مثل هذه الأمسيات الهادفة. وقال قائد أوركسترا الشباب العربي الفلهارموني محمد صدّيق إن الهدف من أداء مجموعة من المقطوعات الكلاسيكية الغربية تحديداً هو أن نظهر مستوى احترافية الشباب العربي في العزف للعالم أجمع. واعتبر صدّيق أن وجود 61 عازفاً من معظم الدول العربية بمثابة قمة عربية، موضحاً أن جميع العازفين تخرجوا من معاهد موسيقية وكل منهم منتم لمدرسة موسيقية ما. وأضاف صدّيق أن العازفين اجتمعوا قبل 10 أيام من الحفلة ضمن ورش عمل ليتعرف كل منهم على مدرسة غيره في الموسيقى، وسرعان ما أصبحوا روحًا موسيقية واحدة وجزءًا لا يتجزأ بوحدة تامة. مؤسس أوركسترا الشباب العربي الفلهارومني فوزي الشامي بيّن أن الأوركسترا التي أنشئت عام 2006، تبدل أفرادها من سنة الى أخرى، لكنهم يجتمعون مدة أسبوعين في كل عام ليقدّموا عرضاً موسيقياً غنائياً في بلد غربي أو عربي، ويعتبر هذا الحفل هو التاسع والأول من نوعه أردنياً من حيث تنوّع الجنسيات في الأوركسترا ذاتها. وأوضح الشامي أن الأوركسترا قدمت العديد من الحفلات في بلدان عدة لا سيما سورية والجزائر وتونس وألمانيا ومهرجانات دولية عديدة، مضيفاً أنها تتلقى دعوات من بلدان عدة كان آخرها بلجيكا. ليالي مهرجان الفحيص في الأردن عمّان - رويترز- اعلنت إدارة مهرجان الفحيص في الأردن أن الدورة السادسة والعشرين التي تنطلق الشهر المقبل ستضم نحو 20 فناناً أردنياً، إضافة الى بعض من كبار المغنين العرب من سورية ولبنانوالعراق. وقال مدير المهرجان أيمن سماوي في مؤتمر صحافي: «هذه السنة لدينا ما لا يقل عن 20 مطرباً أردنياً يشاركون بمهرجان الفحيص وهو رقم قياسي نفتحر فيه... ونفتخر أن مهرجان الفحيص منذ بداياته دائماً ينحاز للمطرب الأردني». وأضاف: «المشاركات العربية الموجودة أعتقد أنها كبيرة ولها سمعة طيبة على مستوى الوطن العربي». وتشمل الدورة الجديدة حفلات غنائية لكل من ميادة الحناوي وجورج وسوف وحسين الديك من سورية وعاصي الحلاني من لبنان وهمام إبراهيم من العراق إضافة إلى مشاركة خاصة من فرقة «إبداع» الفلسطينية. ومن الأردن يشارك مهند حسين ومتعب الصقار وأسامة جبور ورامي شفيق وجهاد سركيس وحسين السلمان. وتقام الدورة السادسة والعشرون للمهرجان تحت رعاية ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في الفترة من الثاني إلى العاشر من الشهر. وتتضمن حفلة الافتتاح فقرة فولكلورية وعرضاً فنياً موسيقياً وأوبريت يتغنى بالوطن والافتخار به. وقال سماوي إن المهرجان سيكرم هذا العام «شهداء الوطن الذين استشهدوا نتيجة الإرهاب أو نتيجة الأعمال الإرهابية والحركات التطرفية المختلفة». وأضاف: «سنكرم أسماء هؤلاء الشهداء بمبادرة من المهرجان ومن مدينة الفحيص». وقال إن المهرجان يحتفي هذه الدورة بمدينة عجلون فيما ستكون «شخصية المهرجان» محمد عودة القرعان الملقب «أمين الأمة». وتقام على هامش المهرجان معارض متنوعة للكتب والفن التشكيلي والمشغولات اليدوية إضافة إلى عروض مسرح الأطفال وورش عمل وندوات ثقافية وفنية.