بدأت اسرائيل في ما يبدو التمهيد لرفضها المطالب التي حددتها مصر للعب دور في خطة "فك الارتباط" التي يفترض ان تنسحب اسرائيل بموجبها من قطاع غزة واربع مستوطنات يهودية شمال الضفة الغربية بعد ان تبين لها ان الشروط المصرية لا تتلاءم والسياسة التي تقف من ورائها هذه الخطة، لا سيما بعد الانتقاد الشديد الذي وجهته مصر الى الحكومة الاسرائيلية بشأن التوسع الاستيطاني اليهودي المتسارع في الضفة الغربية والذي يتم تحت مظلة الانسحاب المزمع من القطاع. يأتي ذلك في الوقت الذي نفت فيه مصادر فلسطينية ان يكون مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان سيصل الى رام الله الاسبوع المقبل، فيما اكد مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الأمن القومي جبريل الرجوب ل "الحياة" انه سيلتقي سليمان الاثنين المقبل في القاهرة. وجدت مصادر في وزارة الخارجية الاسرائيلية في "المطالب" المصرية للعب دور لتأمين الانسحاب الاسرائيلي المزمع من قطاع غزة سببا ل"تعذر تدخل القاهرة في العملية". هذا ما اشاراليه تقرير اسرائيلي استند الى "تقديرات" في الخارجية الاسرائيلية بناء على التطورات والاتصالات الاخيرة بين الطرفين. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية ان هذه التقديرات تشير الى ان مصر "تنظر في سحب يدها من المساعدة في تطبيق خطة فك الارتباط ولا تعتزم المساعدة في هذا الشأن". واوضحت ان الجانب المصري لا يعتزم ارسال ضباط مصريين لتدريب الاجهزة الامنية في قطاع غزة كما اتفق على ذلك مع الجانب الاسرائيلي خلال الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية الاسبوع الماضي وترأسه عن الجانب المصري اللواء عمر سليمان وعن الجانب الاسرائيلي عاموس غلعاد. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها ان "المصريين يطرحون شروطا متعذرة على كل الاطراف"، خصوصا في ما يتعلق بطلب مصر عقد لقاء رباعي يشارك فيه المصريون والفلسطينيون والاسرائيليون والاميركيون، الامر الذي يحول الخطة من خطة احادية الجانب الى خطة يجري تطبيقها بالتنسيق مع الفلسطينيين". واشارت الصحيفة ايضا الى ما اعلنه الجانب المصري عن شروطه لنشر قوات تابعة لحرس الحدود المصري على محور "فيلادلفي" وهو الممر الحدودي الفاصل بين الاراضي الفلسطينية ومدينة رفح جنوب قطاع غزة. ومن بين هذه المطالب ان يكون الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة انسحابا كاملا وان تتعهد اسرائيل بان لا تعود اليه ابدا وكذلك بالابقاء على نقاط العبور البرية والبحرية والجوية مفتوحة وضمان حرية الحركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة. واشارت المصادر الى "تخوف اسرائيلي" من سحب مصر يدها من هذه الخطة وعدم تحملها المسؤولية الامنية في قطاع غزة "ما يهدد بسيطرة الفوضى في القطاع". ومعلوم ان وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الذي يخوض معركة شرسة على منصبه الذي يتهدده انضمام حزب العمل الى حكومة وحدة مع شارون عارض بشدة خطة "فك الارتباط". ونقلت ا لصحيفة عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قولها انه "رغم التقارير التي تفيد بان المصريين غير معنيين بالمشاركة في خطة "فك الارتباط"، فان الاحساس في اسرائيل هو ان ثمة تعاوناً جيداً مع المصريين". وقالت المصادر ان الخطة ستنفذ مع تعاون المصريين او من دونه".