تخيّم مبارزة نسائية على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، لم تقتصر على زوجتي المرشحين فقط، بل تجاوزتهما إلى بنات كل من جورج بوش وجون كيري. وفي حين تختلف لورا بوش وتيريزا كيري في شكل كبير من حيث الأصول والنشأة والشخصية، دخلت توأمتا الأولى وابنتا زوج الثانية اللعبة، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد من الناخبين، مع بدء العد العكسي للوصول إلى البيت الأبيض. ويسعى كل من الرئيس جورج بوش ومنافسه السناتور جون كيري إلى إبراز أفضل ما في عائلتيهما كنموذج للأسرة الأميركية المثالية. وعلى رغم الجهود المبذولة، فشل القيمون على الحملتين الانتخابيتين في تجنب الإحراج الناجم عن التصرفات غير اللائقة أو الألفاظ الواردة في غير مكانها الصادرة عن "الجنس اللطيف" في الجانبين. فجينا بوش مدت لسانها للصحافة، ليعتبر البعض الحركة تلك "مزاحاً لترطيب الأجواء الانتخابية"، في مقابل نظر البعض إليها ك"وقاحة وغرور" متأصلين في العائلة. وقد يغتفر هذا الخطأ مقارنة مع إقدام تيريزا هاينز زوجة كيري الستينية التي استخدمت لفظة لا تليق بسيدة أولى مستقبلية خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي. واستعان كيري بابنتيه من زواج سابق وهما: فانيسا طالبة طب في ال27 من العمر وآلكسندرا ممثلة ومخرجة في الثلاثين، إضافة إلى أبناء زوجته وحتى أبناء نائبه جون إدواردز خدمةً لحملته. ومع احتدام المنافسة، ستتصدر صور ابنتا كيري عدد أيلول سبتمبر المقبل من مجلة "هاربرز"، فيما سبقتهما جينا وباربرا بوش بالظهور في مجلة "فوغ" لعدد الشهر الجاري. وعارضت فانيسا علناً، رفض والدها دعم زواج المثليين، وبدت شقيقتها أكثر ميلاً إلى الحديث عن أبيها بقصص تمزج بين النجاح، كصناعته الكعكة ومساعدته فأر هامستر، وتعامله مع مشكلاتهما العاطفية. ولم تخف الصبيتان أن، كما جميع الآباء، يشكل كيري أحياناً مصدر إحراج، فهو "قد يحضر إلى مباراة رياضية يشارك فيها أحد أولاده، مرتدياً قميصاً برتقالي اللون ويبدأ بالتشجيع والصراخ". أما ابنتا بوش التوأمان باربرا وجينا 22 عاماً المنضمتان أخيراً إلى حملة والدهما الرئاسية، فتحدثتا بشغف عن كيفية تعامله مع غرامياتهما. وقالتا في حديث أجري معهما أخيراً: "هو ليس من نوع الأب الصعب المراس، وإنما تجده يمزح ويدور حول النقطة التي يخاف منها". وبالنسبة إلى الوعود التي يقطعها لهما، فقالتا: "إذا قال إنه سيحضر مباراة كرة قدم نشارك فيها، فهو يكون هناك بالتأكيد". وللفتيات دور محوري في استقطاب الشباب. إذ تلجأ باربرا وجينا إلى الإنترنت، فيما تدير فانيسا حملاتها من الجامعة. وتقول ابنتا بوش: "ندرك أن الجيل الشاب منهمك بأمور الدراسة والأصحاب والرياضة، لكن من المهم أيضاً أن تسجل اسمك وأصحابك للانتخاب. فالمشاركة في التصويت هي أهم وأسهل السبل لتغيير مستقبلنا". وفي ما يتعلق بالزوجتين، لا يمكن لمن يشاهد تيريزا هاينز ألا أن يلاحظ عفويتها التي تعتبر سيفاً ذا حدين. فعلى رغم اعتبار الديموقراطيين لها نسمة صيفية ترطب وتخفف جدية زوجها، قد تتحول تيريزا إلى مصدر إحراج، لصراحتها الجارحة، لا سيما إذا قورنت بحنكة وذكاء السيناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون الأميركية الأولى السابقة، أو رزانة لورا بوش. صاحبة شخصية قوية، تنظر تيريزا إلى دورها في الحملة كداعية ومناصرة لقضايا المرأة ضمن باقة أخرى من القضايا، إلا أنها أقرت قبل مدة بعدم شعورها بالابتهاج حيال فكرة خوض زوجها الانتخابات الرئاسية بسبب تخوفها من الأضواء وارتفاع قدر الاهتمام الذي يحيط بزوجة المرشح. وليس ثمة من لا يتذكر خطابها خلال المؤتمر الديموقراطي ومهاجمتها للرئيس الجمهوري، على رغم أنها كانت من الجمهوريين قبل تحولها أخيراً إلى التيار الديموقراطي، ليأخذ زوجها منها مكبر الصوت ويقول: "إنها تعبر عن رأيها وتقول الحقيقة. لهذا أميركا ستحتضنها. ستكون رائعة كسيدة أولى للولايات المتحدة". أما لورا بوش المحبوبة من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء، فهي نقيض تيريزا. صاحبة صوت هادئ ظهرت في إعلانات زوجها لتتحدث عن "القوة والتركيز والميزات التي يتطلبها عصرنا". ولورا 57 عاماً تتميز بالتحفظ والخفر، وطالما أكدت أنها لا تنوي أن تلعب دوراً ناشطاً في السياسة، مكتفية بدور الزوجة وربة العائلة المثالية. وتلعب لورا دور السند لزوجها وتدفعه دوماً إلى الاعتدال. وهو يذكر مراراً أنها من دعمه وساعده على الإقلاع نهائياً عن تناول الكحول واستعادة إيمانه المسيحي. وعلى عكس تيريزا، لا تتحدث بوش أبداً عن اختبارها حقن بوتوكس لإزالة التجاعيد أو غيرها، والتي تعتبر من أكثر ما يشد انتباه هاينز. كما أنها ترفض مقارنتها بأي سيدة أولى سابقة، أو الغوص في أمورها الخاصة، لتكتفي بالقول: "أنا هنا للحديث عن جورج بوش"، بينما يقول الكثيرون إن تيريزا تحدثت بشكل رئيسي عن نفسها لا عن زوجها في مؤتمر الحزب الديموقراطي.