في وقت تقف تيريزا هاينز خلف زوجها المرشح الديموقراطي جون كيري، مشكِّلة نعمة ونقمة على حملته في آن، يحظى جورج بوش بدعم امرأتين تنعشان حملته في أكثر الأوقات حرجاً: زوجته لورا التي يصفها ب"السلاح السري للحملة"، وكارن هيوز التي اعتبرت ذات مرة أقوى نساء البيت الأبيض. وتمضي هيوز أيامها مسافرة، تتنقل بين ولاية وأخرى، للترويج للرئيس الذي تحب، ليسأل الناس عما إذا كانت لا تزال فاعلة اليوم كما كان الحال في السابق. وهيوز 47 عاماً التي عملت مستشارة للرئيس منذ كان حاكماً لتكساس، تركت البيت الأبيض صيف 2002، ثم عادت منذ آب أغسطس الماضي، للعمل ضمن حملة المرشح الجمهوري الرئاسية، ترافقه في أسفاره مقابل 15 ألف دولار أجراً في الشهر. وتتولى كارن، وهي مراسلة سابقة للتلفزيون في تكساس، كتابة الخطابات التي يلقيها الرئيس في حملاته الانتخابية. وفي مقابلة أجريت معها في ويسكونسن الأسبوع الماضي، وصفت دورها في الحملة بالقول: "أنا السيدة صوت الإعلانات"، واعترفت بأن دورها اليوم، مختلف عنه في حملة عام 2000. وأضافت: "كنا حينها ثلاثة أشخاص أما اليوم فالفريق ضخم". وهيوز هي نفسها من أبلغ الرئيس أنه بدا "منزعجاً" في أول مناظرة في فلوريدا، ما جعله ينزعج فعلاً، على حد قول أحد مساعديه. كما كانت أول من لاحظ معالم وجه الرئيس خلال المناظرة وطالبت بوجوب العمل على تفادي تكرار ذلك. وقال مارك ماكينون المدير الاستراتيجي للإعلام في حملة الرئيس بوش: "لم نكن بسرعتها. لقد كانت أول من اكتشف المشكلة على الشاشة"، لتدخل خلال الاستراحة وتعالج الأمر. وبينما يبدو بوش مسروراً بعمل كارن وإن كانت "تزعجه" أحياناً، تأتي لورا لتضيء دربه. ويقول روبرت هوف أحد الذين رافقوا السيدة الأولى وابنتيها جينا وباربره: "إنها لا تغضب أبداً، وهي محبة، لا يمكنك أن تطلب شيئاً آخر"، معتبراً أن لورا بوش قد تشكل "مفاجأة تشرين الثاني أكتوبر الحقيقية". يذكر أن هذه المربية السابقة البالغة من العمر 58 عاماً والتي يصفها زوجها ب"السلاح السري" للحملة وتعتبرها ابنتها جينا "أنموذجاً للنساء في كل الولاياتالمتحدة"، يعتمد عليها الجمهوريون لجعل الناخبين المترددين يحزمون أمرهم لمصلحة زوجها. وكانت السيدة الأولى مازحت الجماهير في هامشير الأسبوع الماضي، بالقول إن الرئيس وعد ابنتيه بمخيّم، وتبين أن المخيم سيكون حملة انتخابات 2004، وردت جينا على ذلك بالقول: "نحن نشعر بالتعب". وكان جورج بوش وعد زوجته لدى تقدمه إليها للزواج بألا يلقي خطاباً سياسياً، وعلقت جينا على ذلك بالقول خلال تجمع نسائي: "اخترت العائلة الخطأ يا أمي". وها هو يجعلها في الشهر الماضي وحده، تلقي ثلاثين خطاباً سياسياً. وتتمتع لورا بوش بشعبية كبيرة، إذ أظهر استطلاع أجراه مركز "غالوب" الأسبوع الماضي، حصولها على تأييد 74 في المئة من الأميركيين، متفوقة بعشرين في المئة على زوجها. وتنادي السيدة الأولى بضرورة التحرر الضريبي، تربية الأطفال، إلغاء الخطة العسكرية، محاربة الإرهاب، النساء وشروعهن في أعمال صغيرة.