تترافق حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية مع مبارزة نسائية محضة بين زوجتي المرشحين لورا بوش وتيريزا كيري اللتين تختلفان جدا من حيث الاصول والنشأة والشخصية، مما قد يؤثر الى حد بعيد على خيار الناخبين في نوفمبر. وتظهر لورا بوش في حملة الاعلانات التلفزيونية التي يبثها فريق الرئيس الجمهوري جورج بوش منذ الخميس لتتحدث بصوت هادئ عن "القوة والتركيز والميزات التي يتطلبها عصرنا". ورأى ديفيد كوربين استاذ العلوم السياسية في جامعة نيوهمبشير ان "لورا بوش تسعى للظهور في مظهر الزوجة المتواضعة لرجل دولة متواضع". وقال ستيفن هيس خبير الشؤون السياسية في معهد بروكينغز في واشنطن "انها مكسب كبير لجورج بوش،ولقد نشطت بشكل جيد كسيدة اولى وهي تسمح له بالظهور في مظهر آخر". وقال ستيفن هيس ان لورا بوش التي عملت في السابق معلمة وحافظة مكتبة، هي رمز "للمرأة الاميركية التقليدية،واعتقد انها تحظى عموما بالتقدير لشخصيتها". وفي المقابل، لا تزال تيريزا كيري زوجة المرشح الديموقراطي جون كيري مجهولة الى حد بعيد لدى الاميركيين،وقال خبير معهد بروكينغز "لا نعرف حتى الآن كيف يراها الاميركيون حقا". وتيريزا من اصل برتغالي ولدت في الموزمبيق ونشأت في جنوب افريقيا واوروبا وهي الوريثة البالغة الثراء لمجموعة كتشاب هاينز بعد وفاة زوجها الاول السناتور الجمهوري عن بنسيلفانيا جون هاينز في حادث عام 1991. وتتميز هذه المرأة البالغة من العمر 65 عاما بالعفوية والصراحة وهي تتقن عدة لغات وقد عملت لفترة وجيزة في الاممالمتحدة بعد ان درست الترجمة الفورية في جنيف. وهي ام لثلاثة فتيان. واعتبر ديفيد كوربين ان "تيريزا هاينز كيري امرأة منفتحة على ثقافات عدة ومرهفة للغاية سيكون لها اسهام كبير في حملة كيري الرئاسية". واضاف "يمكنها ان تلعب بشكل طبيعي دور المرأة المستقلة". غير ان ستيفن هيس رأى ان الوقت ما مازال مبكرا لمعرفة ما اذا كانت تمثل مكسبا لزوجها مثل لورا بوش. وقال "ان تيريزا كيري امرأة ذات نزعة فردية واستقلالية كبيرة وغير تقليدية اطلاقا. من الصعب تصنيفها في فئة ما"، مشيرا الى ان شخصيتها هذه قد ترغم فريق جون كيري على استخدامها بشكل انتقائي اكثر. وفي مطلق الاحوال، فان شخصية المرأتين على تباين حاد مع هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون (1992-2000). ولفت كوربين الى ان هذه الاخيرة "كانت تلعب دورا سياسيا وايديولوجيا اكبر بكثير". وتابع ان "لورا بوش وتيريزا هاينز كيري ستمثلان ورقتين في حملتي زوجيهما من خلال قيامهما بدور الدعم لهما. هيلاري ايضا كانت سندا لزوجها". وهيلاري كلينتون سلكت بعد انتهاء ولاية زوجها طريقا سياسيا مستقلا فاصبحت عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ولا تخفي طموحها في ان تصبح ذات يوم اول رئيسة للولايات المتحدة. لورا تقف خلف بوش في ازماته