تترافق حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية مع مبارزة نسائية بين زوجتي المرشحين: لورا بوش وتيريزا كيري اللتين تختلفان جداً لجهة الأصول والنشأة والشخصية، ما قد يؤثر إلى حد بعيد على خيار الناخبين في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتظهر لورا في الإعلانات التلفزيونية التي يبثها فريق الرئيس جورج بوش لتتحدث بصوت هادئ عن "القوة والتركيز والميزات التي يتطلبها عصرنا". وهي تسعى إلى الظهور بمظهر "الزوجة المتواضعة لرجل دولة متواضع"، بسحب ما رأى المحللون الذين اعتبروا "أنها مكسب كبير لجورج بوش. إذ نشطت بشكل جيد كسيدة أولى وهي تسمح له في الظهور بمظهر آخر". ولورا البالغة من العمر 57 عاماً تتميز بالتحفظ والخفر وطالما أكدت أنها لا تنوي إطلاقاً أن تلعب دوراً ناشطاً في السياسة، مكتفية بدور الزوجة وربة العائلة المثالية. غير أن هذه الابنة الوحيدة المتحدرة من تكساس والتي نشأت بين والد محاسب ووالدة ربة أسرة، تلعب دور السند لزوجها وتدفعه دوماً إلى الاعتدال. ويذكر الرئيس الأميركي مراراً بأنها هي التي دعمته وساعدته على الإقلاع نهائياً عن تناول الكحول واستعادة إيمانه المسيحي. واعتبر محللون أن لورا بوش التي عملت في السابق معلمة وأمينة مكتبة، هي "رمز للأميركية التقليدية التي تحظى شخصيتها بالتقدير عموماً". وفي المقابل، لا تزال تيريزا زوجة المرشح الديموقراطي جون كيري مجهولة إلى حد بعيد لدى الأميركيين. وهي من أصل برتغالي، ولدت في الموزامبيق ونشأت في جنوب أفريقيا وأوروبا. وهي الوريثة البالغة الثراء لمجموعة كتشاب هاينز بعد وفاة زوجها الأول السناتور الجمهوري عن بنسلفانيا جون هاينز في حادث عام 1991. وتتميز هذه المرأة البالغة من العمر 65 عاماً، بالعفوية والصراحة وهي تتقن لغات عدة. وعملت لفترة وجيزة في الأممالمتحدة بعدما درست الترجمة الفورية في جنيف. وهي أم لثلاثة فتيان. واعتبر أحد المحللين أن "تيريزا هاينز كيري امرأة منفتحة على ثقافات عدة ومرهفة للغاية وستكون لها مساهمة كبيرة في حملة زوجها". لكن ما زال باكراً معرفة ما إذا كانت تمثل مكسباً لزوجها مثل لورا بوش، خصوصاً أنها ذات نزعة فردية واستقلالية كبيرة وغير تقليدية إطلاقاً، ومن الصعب تصنيفها.