يبدو ان موضة التغيير تلتهم مخرجي الفيديو كليب. وهذه الموضة لا تقتضي التخصص او الإبداع، كما انها بدأت تنافس المشاريع الفنية الطويلة التي يؤمن بها مخرجون آخرون سواء في المجال نفسه ام في غيره... نادين لبكي، كتبت عنها الصحف بقدر ما كُتب عن بعض نجوم الغناء. وصارت نقاشات البرلمان المصري تنال جانباً من كليباتها التي اخرجتها لنانسي عجرم. وقد يظهر للبعض ما لهذه المخرجة من دور رئيس تلعبه لمساتها الإخراجية في كليبات حققت نقلة نوعية لدى المشاهد على الأقل. لبكي مسها ما مس غيرها من الهجوم، لكنها حصدت سبع جوائز في مجال إخراج الإعلانات، وفازت بجائزة موريكس لأفضل مخرج فيديو كليب عن "يا سلام" لنانسي عجرم. وعلى رغم انها بدأت كمخرجة إعلانات، فإنها أخرجت كليبات جعلت منها اسماً مهماً في عالم الإخراج. كليب "أخاصمك آه" كان الشرارة الأولى، ثم كليبات اخرى لكارول سماحة وعجرم ايضاً، لفتت انتباه نجوم آخرين الى اسلوبها. ويبدو انها لم تكتف بذلك، فلا تزال تبحث عن ذاتها في مجال التمثيل ايضاً، إذ شاركت في بطولة فيلم قصير في نيويورك تحت عنوان "الكلب السابع". ومع انها اعتذرت اخيراً عن عدم العمل كممثلة في مسرحية اسامة الرحباني الجديدة "آخر يوم"، إلا انها قالت ل"الحياة": "اعتذاري لا يعني انني لن امثل من جديد، إلا ان ازدحام المشاريع الجديدة حال دون عملي كممثلة مع اسامة الرحباني". بعد تغنج وتمايل نانسي عجرم في كليبات حملت توقيع لبكي، بدت الأخيرة مختلفة مع عجرم في كليب آخر هو "سحر عيونه"، ابتعدت فيه عن عنصري الإغراء والاستعراض، خارجة بذلك عن إطار عرفت فيه سابقاً. وفي كليب "جايي الحقيقة"، اول فيديو كليب لطلاب "ستار اكاديمي"، كانت تجربتها ايضاً تختلف كلياً عن كل ما قامت به من قبل. ليس لأنها تخرج كليباً لثمانية شباب اختلف البعض على اهليتهم في الغناء من عدمها، او لأنه هو الأول لطلاب "ستار اكاديمي"، بل فكرة هذا الكليب هي المختلفة. معظم اللقطات حملت رسالة تحدٍ وثورة ورفض للواقع بحسب ما تصفها هي، كما ان الطلاب ارتدوا الزي العسكري، وحملوا اعلام الدول العربية جميعها في مشاهد جماعية. وبذلك تعاملت لبكي مع عناصر جديدة، "مع رسالة انسانية وسلام"، بحسبما تردد. الجديد في عالم نادين، اخراجها فيديو كليب لأغنية يوري مرقدي "بحبك موت". وعلى رغم انها صورته على مسرح، كأغنية "يا سلام" لنانسي عجرم، فإنها تؤكد هوسها بموضة التغيير، فهذا الكليب أيضاً يختلف عما سبقه، وأظهر جانباً آخر من خيالها وطريقة تعاملها مع الصورة. بنات يتمايلن عشقاً لمطربهن المفضل، وأخريات يسقطن مغشى عليهن، لو لمسهن المطرب أو نظر إليهن. إضافة إلى أن مرقدي ظهر هو الآخر ب"لوك" جديد. استغنى عن نظاراته الملونة، لبس "بدلة" رسمية، ورقص بطريقة مغايرة. قد لا تكون هناك أي مفاجأة في "بحبك موت"، إذ أن الجهور اعتاد على تغييرات مرقدي، ولو لنظاراته على الأقل. كما اعتاد على ظهور لبكي بصورة جديدة دائماً. وليس مرقدي رائداً في تغيير المظهر أو دخيلاً على الكليبات العربية، بل هناك الكثير على شاكلته يعمدون إلى تغيير ال"لوك" في شكل دائم، ولعل أشهرهم على الإطلاق عمرو دياب، الذي عود الجمهور على انتظار شكله الجديد تزامناً مع أي ألبوم يطرحه في الأسواق. لبكي تقول ل"الحياة" عن التغيير: "الأفكار الجديدة تستهويني، ودائماً ما أبحث عن أفكار لم أعمل عليها من قبل. لا أستطيع العمل مع فنانين لا يتجرأون على تغيير صورتهم في عيون الناس. فالنجم الذي يريد أن أكرر له صورة يحبها لنفسه، يجعلني مقيدة، ولذلك أعتذر عن عدم العمل معه. أما النجوم الذين يثقون بأسلوبي فأجد راحة وتحدياً في العمل معهم". وعن سؤالها إن كانت سترفض العمل على كلمات أغانٍ تتشابه مع تلك التي عملت عليها من قبل، تجيب لبكي: "أفضل أن أعمل على كلماتٍ جديدة، إلا أن ذلك لا يمنعني من أن أغامر بالعمل في أغانٍ لا تختلف مضموناً عما عملت من قبل، فذلك تحدٍ لي، على أن أتناولها بطريقة جديدة ومختلفة. كما أنني لا أنكر أن أكثر كلمات الأغاني العربية تكرر قصص الحب والرومانسية، وقلما نخرج عن هذا المضمون". وحتى إن كانت كلمات الأغاني العربية تكرر القصص نفسها كما قالت لبكي، فإن موضة التغيير في الكليبات تساعد المخرجين والفنانين على الوصول إلى باب الجماهير والصحف، أسرع من أي طريق آخر. لكن الأهم، هل ستنتقل هذه الموضة إلى المسلسلات والأفلام العربية؟ وهل سيصاب الممثلون بعدوى تغيير ال"لوك" أيضاً كما مرقدي ودياب؟ الأكيد هو أن المنتجين وصناع السينما العربية لن يفوتوا أي طريق قد يدر عليهم أرباحاً أكثر، كما أن الممثلين لن يضيعوا فرصة شق طريق الشهرة بأسهل السبل.