أفاد مسؤولون في حركة تشادية مسلحة تحتجز عدداً من قادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" أن مفاوضيهم الجزائريين وافقوا على الانتقال جواً إلى قاعدة في منطقة تيبستي، شمال تشاد، لتسلم المحتجزين وعلى رأسهم عماري صايفي المعروف ب"عبدالرزاق البارا". وقال ناطق باسم "الحركة من أجل العدالة والديموقراطية في تشاد" في اتصال هاتفي مع "الحياة"، أمس، أن مسؤولي الحركة المعارضة لحكم الرئيس إدريس ديبي في نجامينا تلقوا اتصالاً من مسؤولين جزائريين أبلغوهم فيه بأنهم يوافقون على عرض سابق كانت قدمته الحركة نهاية آذار مارس الماضي ويقضي بأن ينتقل وفد جزائري إلى تشاد لتسلم المحتجزين. ورجّح أن يكون قبول الطرف الجزائري الانتقال جواً إلى مرتفعات تيبستي راجع في الدرجة الأولى إلى تأكده بأن المحتجزين هم فعلاً "هيئة أركان الجماعة السلفية" بقيادة عماري صايفي، بناء على التحقيقات التي جرت مع المدعو "بلال"، اليد اليمنى ل"البارا"، و"مصطفى"، نائب "الأعور" أمير منطقة الجنوب في "الجماعة السلفية". وكان مصدر في الحركة التشادية قال ان الجزائر تسلمت من ليبيا هذين العنصرين القياديين في "الجماعة السلفية" مباشرة بعد حصولها عليهما من "الحركة من أجل العدالة" في 25 حزيران يونيو الماضي. لكن وزير الأمن الليبي نصر المبروك رفض أول من امس هذه الرواية وقال ان العنصرين رصدتهما القوات الليبية وقتلتهما. غير ان إبراهيم تشوما، مسؤول العلاقات الخارجية في "الحركة من أجل العدالة والديموقراطية"، أكد أن مقاتلي الحركة صوّروا عملية التسليم والتسلّم التي جرت في منطقة حدودية بين ليبيا وتشاد. ووعد بتوزيع هذه الصور على الصحافة قريباً. ورجح مصدر ديبلوماسي أن تكون واشنطن التي كانت من أول العواصم التي تبلّغت باحتجاز قيادات "الجماعة السلفية" في شمال تشاد، دخلت على خط هذه الإتصالات ولعبت دوراً أساسياً في إقناع حكومة نجامينا بقبول نزول طائرة جزائرية لتسلم عناصر المجموعة المسلحة التي يعتبرها الأميركيون خطراً على أمن كل منطقة الساحل الإفريقي.