أوضح ابراهيم تشوما، مسؤول مديرية العلاقات الخارجية في "الحركة من أجل الديموقراطية والعدالة" التشادية المعارضة التي تحتجز عدداً من قيادات "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية دخلت الى مناطق تسيطر عليها داخل تشاد، ان الاتصالات التي تجرى عبر وساطة النيجر لتسليم عبدالرزاق البارا، المظلي الفار من الجيش الجزائري والقائد الميداني في "الجماعة السلفية" الى السلطات الجزائرية "تحرز تقدماً محسوساً". وقال تشوما، وهو الوسيط الأساسي في المفاوضات مع المسؤولين الجزائريين لتسليم "البارا" ان شهادات المحتجزين الجزائريين لدى حركته تؤكد وفاة الرجل الأول في "الجماعة السلفية" حسان حطاب المدعو "أبو حمزة" خلال اشتباك وقع مع قوات الحكومة التشادية مطلع آذار مارس الماضي. وعرض تشوما، في مقابلة مع "الحياة" اجريت في باريس، تفاصيل المفاوضات مع المسؤولين الجزائريين والوضع الحالي ل"البارا" وشروط الحركة لتسليمه الى الجزائر، أهمها تعهد مكتوب يضمن محاكمة عادلة له. وقال تشوما ان التحقيقات التي قامت بها الحركة مع المحتجزين لدىها من عناصر "الجماعة السلفية" كشفت مقتل حطاب في اليوم الثاني من المواجهات مع الجيش التشادي، مشيراً الى ان محاولات انقاذه باءت بالفشل. واكد ان الجيش الجزائري وفر للقوات التشادية دعماً لوجستياً تمثل في أسلحة وذخائر نقلت جواً. وروى ان حركته عثرت على عناصر "الجماعة السلفية" في ظروف صعبة وضعف شديد. وذكر تشوما انه قام بزيارة للجزائر بعدما لجأ أفراد الجماعة الى تشاد اثر اطلاق سياح أوروبيين احتجزوهم في الصحراء الجزائرية، التقى خلالها المسؤولين الامنيين مكنته من التعرف على هوية المحتجزين في الصحراء. وقال ان المحتجزين يشكلون "هيئة أركان الجماعة السلفية" وان السلطات الجزائرية "تعرفت على عماري صايفي البارا من خلال الوصف الذي قدمناه وايضاً لحصولنا على هاتفه الذي يعمل بالأقمار الاصطناعية. وكان معه ايضاً جهاز توجيه بالأقمار الاصطناعية وكراسة فيها أرقام هواتف وعناوين". واكد ان قيادات بارزة في "الجماعة" ضمن المحتجزين، وذكر اسم "بلال" الذي يشغل منصب الساعد الأيمن ل"البارا". وقال ان السلطات الجزائرية سألت عن مختار بن مختار المدعو "الأعور" وخالد أبو العباس، لكن لم يعثر عليهما ضمن الأحياء. وقال تشوما ان حركته هي التي بادرت الى الاتصال بكل من الجزائر وفرنسا والولايات المتحدة لإبلاغها "نيتها الصادقة في مكافحة الارهاب"، لكنه اضاف انها "ترهن تسليم جماعة عبدالرزاق البارا بتوقيع اتفاق مكتوب يضمن محاكمتهم أمام قضاء معروف وفي شفافية كاملة وفي حضور هيئات انسانية، فنحن كنا ضحايا غياب العدالة ولا نقبل بتكرار التجربة مع غيرنا مهما اختلفنا معهم". وقال ان المفاوضات لا تزال جارية مع السلطات الجزائرية. ورجح ان تتدخل النيجر للقيام بالوساطة بنقل المحتجزين الى الحدود مع الجزائر بدعم جزائري لوجيستي. وقال المسؤول التشادي ان "البارا" يعاني، منذ احتجازه قبل ثلاثة اشهر، حالاً من العزلة "وقد تعمدنا ابعادهم المحتجزين عن كل مناطق النشاط أو وسائل الاتصال والراديو حتى يكونوا في عزلة تامة من شأنها مساعدتنا في التحكم في الأوضاع".