قال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان السلطات العراقية لم تحدد بعد احتياجاتها واولوياتها في مجال تدريب قوات الامن. واوضح انه ينبغي الادراك بأن جوهر التعاون في مجال التدريب سيكون على الشكل الثنائي، خصوصاً ان الولاياتالمتحدة لا ترغب في ادراج ما تقوم به حالياً وبصورة ثنائية مع العراق، في اطار الحلف الاطلسي. واشار الى ان ما يمكن لحلف الاطلسي القيام به، يتمثل بمدرسة الحلف التي تتخذ من روما مقراً لها والتي يمكنها استقبال عدد محدود من الضباط العراقيين لتدريبهم. ورأى المصدر ان الدور المحتمل للحلف في العراق محدود جداً ويقضي مثلاً بالوقوف على نوعية التعاون الثنائي بين العراق وبعض الدول من اجل تجنب احتمال عرض كل الدول النوع نفسه من التعاون. واضاف انه ليس هناك ما يمكن ان يقدمه الحلف كمنظمة، اضافة الى ما تقوم به الدول على الصعيد الثنائي، رغم ان بعض الدول يريد استخدام حجة التدريب ذريعة للدخول الى العراق تحت راية الحلف، مشيراً الى ان فرنسا عارضت بشدة هذا التوجه. وذكر ان هناك عدداً من الدول مثل ايطاليا التي تتمنى الخروج من العراق بسرعة لكنها لا تريد القيام بذلك، بالتالي من الافضل لها القول انها لا تنسحب وان الحلف هو الذي يحل محل القوات الموجودة. وقال انه على رغم ذلك ليس هناك توافق في اطار الحلف الاطلسي على دخول الحلف الى العراق. وفي بغداد رويترز أجرى خبراء من الحلف الأطلسي امس، محادثات في بغداد مع مسؤولين بارزين، تناولت ما عرضه الحلف من مساعدة في تدريب قوات الأمن العراقية. وتتمثل مهمة وفد يضم ثلاثة من خبراء "الأطلسي" في تقصي الحقائق، قبل تقديم النصح لزعماء الحلف السياسيين، في شأن الدور الذي يمكن ان يؤديه في العراق. وقال الأميرال الاميركي غريغوري جونسون، رئيس الوفد الذي اجتمع مع وزير الدفاع العراقي حازم شعلان ان هدف الزيارة هو "استيضاح الأمور المطلوب انجازها وعرض ذلك في تقرير" يقدم الى الحلف الاطلسي. وزاد: "بعد ذلك يجب اتخاذ القرار السياسي في بروكسيل مقر الحلف، في ما يتعلق بالأمور المطلوبة، وما قد يريد الحلف الاطلسي عمله أو ما قد يمكنه فعله". وأصدر الحلف الذي يضم 26 دولة قراراً ذا صياغة مبهمة في اسطنبول قبل نحو اسبوع، يعلن فيه اتفاقه على المساعدة في تدريب قوات الأمن العراقية. وتقاوم فرنسا مسعى اميركيا لجعل دور الحلف محورياً في التدريب، داخل العراق. وقال ديبلوماسيون ان ياب دو هوب شيفر الأمين العام ل"الأطلسي" هدأ الجدل، من خلال دعوته الى انتظار رأي الخبراء العسكريين في شأن دور الحلف. ويتوقع ديبلوماسيون خلافات أوسع مع تأييد المانيا واسبانيا لفرنسا في السعي الى جعل دور الحلف محدوداً في العراق. وأعلن جونسون انه لم تتخذ قرارات حاسمة بعد في شأن هل يكون التدريب داخل العراق، وهل بقيادة جماعية لدول الحلف، أم من خلال اعضاء، أو ما اذا كان الحلف سيساعد في تسليح القوات العراقية. وزاد ان مهمة الوفد "لتقصي الحقائق، ولم نقترب من اتخاذ قرار، ولن نفعل أي شيء إلا بعد ان تطلبه الحكومة العراقية". وافاد شعلان ان تدريب قوات الأمن العراقية وتجهيزها كانا محور نقاش عبر خيارات مع وفد "الأطلسي" الذي ضم السفير البريطاني برايان كوران والبريغادير جنرال الايطالي نيكولا فيكو. وفي الرباط، كشفت مصادر رسمية ان العاهل المغربي الملك محمد السادس وجّه رسالة الى رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي عبّر فيها عن استعداد المغرب "لاستضافة دورات لأفراد من الامن والجيش والوقاية المدنية العراقيين، وفي اي مجال آخر لتلقي تدريبات". وقالت المصادر ان الرسالة تضمنت تأكيد العاهل المغربي استعداد بلاده لاستقبال اشقائه العراقيين. كما عبّرت عن "تقديره البالغ للمبادرات التي يقوم بها علاوي في خدمة العراق من اجل وحدته واعماره واستقراره وازدهاره ودعم مؤسساته الاهلية".