توقع ديبلوماسيون ان تعرقل فرنسا مهمة لحلف شمال الاطلسي لتدريب قوات امن عراقية، فيما بدأ سفراء الحلف مناقشة الموضوع أمس. وكانت فرنسا من أشد المعارضين للحرب الأميركية على العراق، ويتهمها خصومها بالسعي الى تقويض الحلف وتقليص النفوذ الاميركي. وقال ديبلوماسي في مقر الأطلسي الذي يضم 26 دولة ان "فرنسا تسعى الى اجتماع السفراء فيما تحبذ أكثر من عشرين دولة بدء مهمة التدريب داخل العراق الاسبوع المقبل. ولم تتخذ دولتان او ثلاث قراراً". وأكد ديبلوماسيون ان باريس عازمة على عدم منح الرئيس جورج بوش دعماً دولياً لسياسته في العراق قبل مؤتمر الحزب الجمهوري الذي يبدأ في نهاية آب اغسطس المقبل. ولم تبد المانيا وبلجيكا حماسة لاضطلاع الحلف بمهمة التدريب ولكنهما اوضحتا انهما لن تقفا ضد الغالبية. وكان مقرراً ان يجتمع مبعوثو الحلف مرتين أمس للاتفاق على مهمة التدريب التي تعهدها قادة الحلف في مؤتمر اسطنبول الشهر الماضي. وجاءت صياغة اتفاق اسطنبول غامضة بشكل متعمد بسبب مقاومة المانياوفرنسا لاضطلاع الحلف بدور صريح لذلك يجتمع السفراء مرة اخرى لمناقشة الخروج من هذه الأزمة. وطلبت بغداد من الحلف معدات عسكرية وحماية موظفي الاممالمتحدة وتدريب قوات الجيش وحرس الحدود. وزار فريق من خبراء الأطلسي العراق في الاونة الاخيرة لبحث الامكانات غير ان فرنسا تعتقد انه ينبغي ارسال فريق ثان لتقصي الحقائق يقدم تقريره في أيلول سبتمبر المقبل. وتريد باريس المزيد من التوضيح لاجراءات الامن التي ستتوافر للمدربين وحجم التدريبات داخل العراق وخارجه، والجهة التي تتحمل الكلفة. وتعهدت باريس وبرلين عدم نشر اي من رعاياهما في العراق. كما تعارض فرنسا خضوع عمليات البعثة لقيادة القوة المتعددة الجنسية التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأكد ديبلوماسي اوروبي قبل اجتماعات السفراء "لا تزال الاقتراحات المختلفة غامضة. من الصعب معرفة كيفية التوصل الى قرار نهائي الآن". وقال ديبلوماسيون انه ربما تؤجل القرارات الى أن تهدأ الأمور، ثم يعقد اجتماع آخر في وقت لاحق. وفي النهاية يمكن ان يلجأ الاعضاء الى لجنة تخطيط الدفاع لاستصدار قرار، اذ لا تشغل فرنسا مقعداً فيها لأنها ليست جزءاً من الهيكل العسكري المتكامل للحلف.