سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توتر في "الأطلسي" قبل حسم اتفاق تدريب قوات الأمن العراقية وأنان يعين ممثلاً للأمم المتحدة ."خطة طوارئ" لا تستثني بغداد لمواجهة التفجيرات وبريمر يأمر بإعتقال زعماء المقاومة في الفلوجة
شهدت مدن عراقية أمس انتشاراً كثيفاً للشرطة، بعد يوم التفجيرات والغارات والمعارك مع الأميركيين الذين شنوا مجدداً غارة على مدينة الفلوجة، في حين اعترف وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان بأن حكومة اياد علاوي تدرس "خطة طوارئ لبغداد وإعلان حال الطوارئ في مناطق أخرى" تحسباً لحملة تفجيرات. وقتل أكثر من عشرين شخصاً في الغارة على الفلوجة، حيث يشتبه الأميركيون في وجود "مخابئ" لأنصار "أبي مصعب الزرقاوي"، في وقت نفى مقاتلون في المدينة أن يكون الأخير موجوداً فيها مع مقاتلين عرب. وقبل أيام من توديعه بغداد، أصدر الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر ثلاث مذكرات اعتقال بحق ثلاثة مشايخ يعتبرون من زعماء المقاومة في الفلوجة، وسط معلومات عن خطة جديدة لحصار هذه المنطقة من أجل اعتقال الزرقاوي. وبعد جولتين من المحادثات أجراهما سفراء الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي في بروكسيل أمس، وطغى عليهما التوتر في الاجتماع الاستثنائي، حُسم اتفاق أولي على تدريب قوات الأمن العراقية. وبعدما أقر وزير الخارجية الأميركي كولن باول بأن واشنطن ستبقي قوات في العراق "لفترة طويلة إلى حد ما"، معارضاً أي توجه إلى إعلان الأحكام العرفية في هذا البلد، اعترف الرئيس جورج بوش مسبقاً بأنه لن يتمكن خلال قمة اسطنبول بعد غد، من كسب موافقة الحلف الأطلسي على ارسال قوات إلى العراق. وتوقعت أوساط إعلامية بريطانية أن يحضر بوش احتفال تسليم السلطة إلى العراقيين في 30 الجاري. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أمس أنه سيعيّن في غضون أسبوع ممثلاً خاصاً للمنظمة الدولية في بغداد، تاركاً مسألة الحصانة للجنود الأميركيين التي تعفيهم من المثول أمام القضاء، للتوافق بين الجانبين الأميركي والعراقي. وأكد ضابط أميركي أن زميلاً له برتبة عقيد في أجهزة الاستخبارات كان حاضراً عندما توفي أحد المعتقلين العراقيين تحت التعذيب في سجن أبو غريب. مناوشات وغارة وتواصلت المناوشات في الفلوجة وبعقوبة أمس، وسط معلومات عن خطة لمحاصرة منطقة الفلوجة لاعتقال الزرقاوي ستنفذ الاسبوع المقبل، بعد نقل السيادة. تزامن ذلك مع تأكيد الأميركيين أنهم قتلوا 20 من أنصار الزرقاوي. وفيما أصدر الحاكم المدني للعراق بول بريمر، قراراً باعتقال ثلاثة من كبار رجال الدين في الفلوجة، شهدت مدينة الصدر يوماً هادئاً اختفت فيه المظاهر المسلحة. وحذر وزير الداخلية فلاح النقيب من "شبكات منظمة داخل العراق تمولها دول مجاورة للعراق". وتوقع سلسلة هجمات ضخمة. وجرت مناوشات صباح أمس هوجمت خلالها قافلة اميركية، انطلاقاً من منطقة المعارض في الفلوجة، ورد الاميركيون برمايات وقصف طاول حي الشهداء. وتحدث شهود عن حاويات القيت تضم قنابل عنقودية. واعترف الاميركيون لاحقاً بأن الغارة التي استهدفت "أحد أوكار" أنصار الزرقاوي وقتل فيها عشرون من انصاره، استخدمت فيها قنابل وزن كل منها نحو طن. وحمل خطباء الجمعة في الفلوجة على القوات الاميركية التي "تتعمد الاعتداء على السكان". وأصدر مكتب بريمر ثلاث مذكرات اعتقال بحق الشيخ عبدالله الجنابي زعيم "جبهة المجاهدين" في الفلوجة، والشيخ ظاهر العبيدي اللذين يعتبران من زعماء المقاومة هناك. وكانا انكرا تدبير عملية قتل ستة من الشيعة من قبيلة ربيعة، والتمثيل بجثثهم. كذلك تضمنت المذكرات أمراً بالقبض على الشيخ عمر حديد، وهو أحد زعماء المقاومة في الفلوجة. وقالت مصادر أمنية إن خططاً توضع لمحاصرة الفلوجة، في وقت اتسعت حركة نزوح السكان منها باتجاه بغداد وحديثة والرمادي ومدن أخرى. وقال أنان في مؤتمر صحافي عقده أمس: "من الحيوي أن تُعطى الحكومة العراقية الموقتة التي ستتسلم السلطة الأربعاء المقبل، فرصة حقيقية لممارسة السيادة". وشدد على أن "الأممالمتحدة تبذل ما في وسعها" لمساعدة العراق. واعتبر ان مطالبة واشنطن بتوفير الحصانة للجنود الأميركيين وللعاملين معها لحمايتهم من المثول أمام القضاء العراقي مسألة "يقررها الطرفان الأميركي والعراقي". وأضاف: "إذا كانت مثل هذه الترتيبات بموافقة الحكومة العراقية، لا يمكن لأحد أن يعترض عليها". وزاد: "لا تفاصيل لدي عن الترتيبات، وأتردد في الخوض في هذا الشأن من دون معرفة التفاصيل". "الأطلسي" إلى ذلك، قالت مصادر فرنسية مطلعة إن باريس لن تنخدع ازاء محاولة الرئيس جورج بوش البحث عن غطاء سياسي في العراق، يبرر به تكذيب منافسه الديموقراطي في انتخابات الرئاسة جون كيري الذي يعتبر أن الأول يعاني عزلة دولية. وتابعت أن بوش يريد ادخال "الحلف الأطلسي" إلى العراق عبر اقتراح تولي الحلف تدريب قوات الأمن العراقية، فيما تصر فرنسا على تفضيل الاتفاقات الثنائية. وفي بروكسيل أ ف ب، عقد سفراء الدول الأعضاء في "الأطلسي" أمس اجتماعاً مفاجئاً، عشية قمة اسطنبول، في محاولة لحل الخلافات المتعلقة بطريقة الرد على طلب رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي مساعدة من الحلف لتدريب القوات المسلحة العراقية. وقال مسؤول رفيع المستوى في الحلف، رفض ذكر اسمه، إن "من الطبيعي أن يدرب الحلف عناصر الجيش العراقي داخل البلاد، وغالبية الدول الأعضاء تقبل اجراء تدريب جزئي في مكان آخر، لكنها تعتبر أن القسم الأكبر من جهود الأطلسي يجب أن يكون داخل البلد، خصوصاً لأسباب لوجستية". وأكد الكابتن دونالد ريس، بصفته شاهداً خلال جلسات استماع أولية استمرت يومين أمام محكمة عسكرية مكلفة النظر في قضية مجندة متورطة في سوء معاملة معتقلين عراقيين في أبو غريب، ان "الكولونيل باباس" كان موجوداً خلال الاستجواب. وقال: "قيل لي انه لا يزال قوياً لدى وصوله، ثم اقتادوه إلى غرفة وتوفي خلال الاستجواب"، مضيفاً انه قيل له في البداية ان المعتقل "توفي نتيجة أزمة قلبية، لكن بدا أنه نزف من الرأس والأنف والفم". وتابع: "سمعت الكولونيل باباس يقول لن أتحمل مسؤولية هذا وحدي".