القزازين من المناطق الشعبية العريقة في دمشق، تجاور حي العمارة القديم والجديد الممتد الى مقهى النوفرة الشهير بالحكواتي وتسكة الشاي. فيشرب الزبائن والأهالي الشاي خارج مقهى النوفرة، على طاولة التنك الطويلة مع السائحة الأجنبية وحاملي الأركيلة من أهل المنطقة، والجامع الأموي الى يسارهم يصدح بمآذنه السبع بالأصوات المتناغمة للمؤذنين. أما قاسيون فهو الجبل المطل على دمشق، كل دمشق، باللوحة الغناء، والمرج الأخضر، والأنوار البراقة. يوم الجمعة يستيقظ الأب على صلاة الصبح، ويصلي في جامع الحارة، وبعدها يذهب الى البائع السهران لرزقه ليأتي من عنده بالفول المدمس والتسقية بالحمص الحب المخلوطة بالمرقة الصفراء والفقعية البيضاء مع الخبز المقمر والمثوم، والحمص الناعم وفوقها السمن العربي المسخن، والصنوبر المحمر قليلاً فوقها. وتحضر الزوجة "السك" لسيران الصباح على ربوة دمشق. وينقل الأولاد الأغراض الى شاحنة السوزوكي الصغيرة. ولهم متسعها الخلفي، وللأب والزوجة والطفل الرضيع المقعد الأمامي الوحيد. يجلس الأولاد في الخلف مع طشت الماء، الغالون، والقدر، والى جنبهم الكراسي المعدنية الصغيرة المشدودة بحبال النايلون، والحرامات العريضة، ووابور الغاز أو الكاز. ويمكن أن تشاهد سيارات الفان، وسيارات الإطفاء، وسيارات صهاريج المياه، والشاحنات الكبيرة، والسيارات السياحية الصغيرة ذات اللوحة الخضراء للدولة. فالسيران في قاسيون، أو صحارى طريق بيروت، ب"بلاش" من غير مقابل. دمشق - علي شفا عمري