يقدم عدد كبير من الشباب والشابات في سورية، على تدخين الأركيلة في المقاهي العامة وفي المنازل، بطريقة ربما تعبر عن عودة إلى أساليب عيش فائته كانت حكراً على كبار السن ورواد المقاهي، وأصبحت اليوم "موضة" اعتمدها أبناء الأجيال الشابة، وبات طبيعياً أن نرى مجموعة من الطلاب والطالبات الجامعين يجلسون في مقهى عام، ويدخنون الأركيلة، كما أصبحت الأركيلة من متطلبات السهرة، في بيوت شامية كثيرة ولم يعد تقديم الأراكيل مقتصراً على المقاهي الشعبية التراثية بل امتد ليشمل مطاعم وفنادق "النجوم المتعددة" يتولي تقديمها مختص يسمى "الأركلجي" يرتدي لباساً تقليدياً، كما أنشئت في بعض الأحياء الحديثة في دمشق، مقاه خاصة لتقديم الأركيلة والمرطبات. يرتادها الشباب، "في معظم الأحيان، ويرى أحد أصحاب المطاعم أن توافر الأركيلة الجيدة في المقهى أو المطعم ميزة تستقطب الشباب، والمطعم الذي لا يقدمها فقد خلال السنوات الأخيرة بعض زبائنه الذين ينزلون عند رغبة أبنائهم بالذهاب إلى مكان تتوافر فيه الأركيلة. ويلفت النظر، اهتمام الناس بإقتناء الأركيلة وكافة لوازمها من "تنباك وملقط و..." في منازلهم، وبعضهم يتباهى بإمتلاكه الأركيلة "الأجمل والمزخرفة أكثر"، ومنها المصنعة يدوياً بطرق فنية مختلفة من النحاس والزجاج ومواد تزيينية أخرى، ويبدو أن "موضة الأركيلة" إن صحت التسمية ناتجة عن ظروف إجتماعية وثقافية متعددة، يعيشها الشباب الباحث عما يشغل أوقات فراغه بطرق مقبولة إجتماعياً فقد تكون الأركيلة تعويضاً عن تدخين السجائر المرفوض من المجتمع بالنسبة لصغار السن، بينما تلقى الأولى قبولاً أو ربما "عدم تشدد" في الرفض من جانب الأهل، وبالنسبة للفتيات قد تعني الأركيلة لديهم رغبة في استدخال عنصر جديد على حياتهن، يكسر الصورة التقليدية الشائعة للفتاة من دون أرجيلة. ولعل إنتشار المقاهي الشعبية المختصة بالأركيلة، سيما مقهى "النوفرة" الشهير قرب الجامع الأموي بدمشق، أسهم بتشجيع الشباب على تدخين الأركيلة، كنوع من ممارسة طقوس تراثية، تتميز بها حياة الناس في المدن السورية القديمة، وخرجت بعدها الممارسات إلى الأحياء الحديثة والبلدات المحيطة بالمدينة، عبر "العدوى الإجتماعية"، وربما كان ارتياد السياح الأجانب المقاهي الشعبية ضمن مجموعات مختلطة حافزاً للشباب الطامحين لتقليد الشباب الغربي في معظم تصرفاته، والملاحظ أن الشباب "المولعين" بالأركيلة قلما يتقيدون بالطقوس الخاصة بتدخينها. ويبدو أن الشباب يضطرون في المقاهي الشعبية، الى مراعاة بعض هذه القواعد لكنهم أقل إلتزاماً في بيوتهم وأمام أبواب المنازل الدمشقية القديمة في الحارات الضيقة، حيث "تعمُر" سهرات أهل الحارة، حول أركيلة أو أراكيل عدة تنتقل "خراطيمها" على شفاه الحاضرين.