من المقرر ان يزور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اسرائيل الصيف المقبل. وقالت ممثلة اسرائيل الدائمة لدى وكالة الطاقة غابرييلا جافني لوكالة "رويترز" هاتفيا من فيينا مقر الوكالة: "انها زيارة روتينية يجري الاعداد لها منذ اشهر. نتوقع ان يزور البرادعي اسرائيل في الصيف. على الارجح مطلع حزيران يوليو" المقبل. وقالت مصادر ديبلوماسية اسرائيلية انه اتفق من حيث المبدأ على ان تبدأ زيارة البرادعي لاسرائيل في الثامن من حزيران وان تستمر يومين. وأكدت الوكالة صحة نبأ الزيارة، لكنها قالت ان الموعد لم يتحدد بشكل نهائي. وقالت الناطقة باسم الوكالة مليسا فليمينغ: "اسرائيل دولة عضو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومرت ست سنوات منذ ان كان البرادعي هناك اخر مرة". ويرأس البرادعي، وهو رجل قانون مصري، الوكالة منذ عام 1997 حين حل محل السويدي هانز بليكس. واضافت فليمينغ: "من الطبيعي انه ينوي الاستفادة من الزيارة للتشاور في ما فوضه به المؤتمر العام للوكالة الدولية لتعزيز عدم الانتشار وجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية، بالاضافة الى مناقشة التعاون المشترك في العلوم النووية وتطبيقاتها". ويقدر خبراء ان اسرائيل تملك ترسانة بها المئات من الرؤوس النووية. لكن اسرائيل لم تنف او تؤكد ذلك وتنتهج سياسة "التعتيم الاستراتيجي". وكشف ان اسرائيل قوة نووية للمرة الاولى عام 1986 حين ادلى التقني النووي الاسرائيلي موردخاي فعنونو الذي كان يعمل في مفاعل ديمونة الاسرائيلي بحديث لصحيفة بريطانية كشف فيه عن البرنامج الاسرائيلي. وخطفت اسرائيل فعنونو 49 عاماً وحاكمته بتهمة الخيانة وسجن 18 عاماً وافرجت عنه الاسبوع الماضي. لكنه تعهد بالمضي قدما في حملته المناهضة للاسلحة النووية والمطالبة باخضاع مفاعل ديمونة الاسرائيلي للتفتيش الدولي. وكان البرادعي دعا اسرائيل الى ازالة ترسانة نووية لم تعترف بامتلاكها قط. وبعد ان اجتمع البرادعي مع وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم في تشرين الثاني نوفمبر، المح المدير العام للوكالة الدولية الى ضرورة توقيع اسرائيل على معاهدة حظر الانتشار النووي ومن ثم تفتح منشآتها امام التفتيش الدولي. وقال البرادعي حينذاك: "في رأيي كل دول الشرق الاوسط بما فيها اسرائيل ستستفيد من جعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من الاسلحة النووية في اطار تسوية سلام شاملة في المنطقة". وفي حديث له مع صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية في كانون الاول ديسمبر، قال البرادعي انه قام بزيارات رسمية لاسرائيل وزار عددا من منشآت الدولة الذرية باستثناء مفاعل ديمونة. واتخذت الجمعية العامة للامم المتحدة والمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية 13 قرارا منذ عام 1987 يدعو اسرائيل الى التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي. ورفضت اسرائيل مثلها مثل الهند وباكستان توقيع المعاهدة.