لم يكن زافين قيومجيان ليفوّت عليه «صيداً ثميناً» مثل ذاك الذي علق ليل أول من أمس في صنارة برنامجه الأسبوعي «سيرة وانفتحت»: مريض نفسي يُهدد علناً: «إما اطل في البرنامج وإما ارتكب جريمة بحق عائلتي». تصريح لم يجد زافين امامه إلا الرضوخ، خصوصاً ان الأنظار لا تزال متجهة في لبنان الى حادثة قتل مروعة ارتكبها شاب قبل أيام بحق 7 من أفراد أسرته. من هنا، وعلى وقع هذا المستجد، عدّل صاحب «سيرة وانفتحت» حلقته بإضافة فقرة لا علاقة لها بالعنوان العام (مسلسلات أونلاين)، حلّ عليها صاحب التهديد ضيفاً، وكرر خلالها أكثر من مرة على مسمع ومرأى مشاهدي تلفزيون «المستقبل» انه قد يرتكب جريمة في أي وقت ان لم يعد إليه حقه ويسجن المعتدي عليه. ولم يجد الضيف الطارئ حرجاً في ان يضيف انّ لديه استعداداً لارتكاب هذا الجرم نظراً لحالته النفسية غير المستقرة بعد حادث سير تعرّض له، وكانت نتيجته دخوله أياماً في غيبوبة، قبل ان تسلبه زوجته منزله وتطرده منه. أياً يكن الأمر، وسواء كان الرجل يُدرك ما يقول أو يتكلم كنوع من «فشة خلق» يمكن ان يستنتجها المشاهد من طريقة كلامه والدموع التي انحبست في عينيه أو حتى قوله في ما بعد انه لا يستطيع ان يؤذي نملة، لا شيء يُبرر فتح زافين هواء برنامجه، أمام مثل هذه الحالة، حتى وان وصلته فاتورة السلاح الذي اشتراه الرجل، ما جعله يستجيب لرغبته، كما قال. ربما أراد زافين تجنب الأسوأ، كما أشار مواربة في الحلقة، وربما وجد في الحكاية إثارة قد تعود بالفائدة على برنامجه، كما بدا من طريقة أسئلته، وفي الحالتين تغيب المسؤولية الإعلامية. فهل يدرك زافين خطورة ان يصدر كلام من هذا النوع عبر منبر مفتوح؟ وهل يعي حجم الورطة القانونية التي قد يضع بها ضيفه في حال تحركت النيابة العامة سنداً للتهديد الواقع على الهواء؟ ثم، هل يمكن ان يمر مثل هذا الكلام من دون حسيب، خصوصاً ان هناك نية جرمية ظهرت معالمها بشراء السلاح والمجاهرة بتنفيذ الجرم؟ هنا يعود السؤال القديم - الجديد: الخبر المسؤول أم الخبر المثير؟ ولا شك في ان عالم الفضائيات العربية الذي يزخر بكمّ هائل من الشاشات والبرامج التي تتنافس في ما بينها لدخول بيوت ملايين العرب، ينحو أكثر فأكثر الى الخيار الثاني... وعلى المسؤولية السلام.