انتهت الجولة التمهيدية من بطولة كأس أمم آسيا وهي تحمل الكثير من العلامات البارزة، في مقدمها الفشل العربي الذريع المتمثل في مغادرة خمسة فرق عربية البطولة من دورها الأول، لكن الخروج السعودي كان الأبرز بسبب سجله في تاريخ البطولات الآسيوية، وصاحب هذا الخروج الاستغناء عن المدرب الهولندي جيرارد فاندرليم، وهو الضحية الثانية في البطولة بعد الإطاحة برأس مدرب قطر الفرنسي فيليب تروسييه. ونجح أصحاب الضيافة المنتخب الصيني في خطف البطاقة الأولى بجدارة بعد تعثره أمام المنتخب البحريني في مباراة الافتتاح، لكنه عاد وسجل فوزين مستحقين على قطر وإندونيسيا وسجل خمسة أهداف في مرمى الأخير، وأطفأ المفاجآة التي حققها في مباراته الافتتاحية أمام قطر، ونجح أكثر المنتخبات تطوراً في آسيا المنتخب البحريني في احتلال المركز الثاني بعد عروض لافتة بتعادله مع كل من الصينوقطر وفوزه المستحق على إندونيسيا. ويرى النقاد أن تأهل الصين والبحرين إلى دور الثمانية كان عادلاً ومنطقياً. وكان المنتخب الأردني هو مفاجأة الدور التمهيدي بحق إثر نجاحه في التعادل مع فريق كوريا الجنوبية القوي جداً في المجموعة الثانية، ثم فوزه على الكويت وتعادله في مباراته الأخيرة مع المنتخب الإماراتي بحضور ملك الأردن الملك عبد الله بن الحسين. وشهدت مباريات هذه المجموعة بداية موفقة للكويت التي فازت على الإمارات بثلاثية لكن الفورة الكويتية أخمدها الطوفان الأردني، ثم قضى المنتخب الكوري على بقايا الحلم الكويتي عندما زار مهاجموه المرمى الكويتي أربع مرات، كانت كفيلة بعودة الكويتيين إلى أرضهم خالي الوفاض. ووصف النقاد الذين يتابعون البطولة المنتخب الإماراتي وهو رابع فرق المجموعة بضيف الشرف بعد أن حصد نقطة واحدة فقط بتعادله مع المنتخب الأردني في آخر لقاءاته. وجاء تأهل كوريا والأردن بكل جدارة واستحقاق. وكثر الحديث عن فرق المجموعة الثالثة بسبب فشل السعوديين ونجاح الأوزبك وتألق العراقيين. ويعد المنتخب الأوزبكي الوحيد بين منتخبات البطولة كلها الذي فاز بكل مبارياته وجمع تسع نقاط من تسع نقاط، واستأثر المنتخب السعودي بكل الأضواء قبل وصوله وأثناء خوضه المباريات وحتى بعد خروجه المرير" بداية متواضعة للأخضر بتعادله مع تركمانستان 2-2 ثم خسارتين متتاليتين أمام أوزبكستان والعراق. ويسخر بعض السعوديين من فريقهم المرشح لنيل المركز الأخير بين المنتخبات المشاركة في البطولة. وبدأ القائمون على شؤون الكرة طريق التصحيح عندما أقالوا المدرب فاندرليم في قرار وجد قبولاً لدى أنصار "الأخضر" الذي فقد كرامته في هذه البطولة. وإذا كان الحديث عن الفريق السعودي بطعم العلقم فإن الشهد كان مصاحباً للحديث عن العراق الذي تأهل بجدارة بعد عروض ممتازة، وبدوره فعل المنتخب الأوزبكي الشيء ذاته، وحاول منتخب تركمانستان ونجح أمام السعودية وفشل مرتين فيما بعد أمام العراق وأوزبكستان. ولم يكن المنتخب الأردني المفاجأة السارة للبطولة إذ شاركه في هذا الظهور المميز المنتخب العماني الذي فعل كل شيء أمام تايلاند وحقق الفوز لكن تعادل اليابانوإيران حرمه من التأهل. وتشهد كواليس البطولة الكثير من علامات الاستفهام حول الأداء الذي قدمه المنتخب الياباني أمام إيران خصوصاً أن لاعبيه زاولوا تمرير الكرة بينهم أكثر من 20 مرة خصوصاً في الربع الأخير من المباراة في مشهد استحق استهجان الحاضرين. لكن اليابانيين نفوا تهمة تخاذلهم" لأنهم كانوا ينظرون إلى مستقبل فريقهم الذي تحاشى بتعادله ملاقاة المنتخب الكوري. وفي المجموعة الرابعة أثبت المنتخب الايراني قوة بأسه خصوصاً بعد ادراكه التعادل مع عمان في الدقائق الأخيرة من المباراة، بينما فشل رابع فرق المجموعة المنتخب التايلاندي في تحصيل أي نقطة وعاد الى بلاده بالهيئة التي قدم بها، ويأمل المتابعون بأن يرتفع النسق الهجومي في البطولة في دور الثمانية، وأن يشاهدوا عروضاً غير التي شاهدوها في الدور التمهيدي.