يبدو أن عدوى سقوط الكبار انتقلت من كأس الأمم الاوروبية ال13 لكرة القدم التي اختتمت في البرتغال الشهر الماضي الى بطولة كأس الأمم الآسيوية ال13 والمقامة حاليا في الصين الشعبية بعد ان حملت اغلب مباريات الدور الاول في طياتها التناقض والتباين والمفاجآت.. حيث لم تقدم الفرق الكبرى المرشحة العروض المقنعة.. ولم تشعر بوجود فوارق بين كبير وصغير.. ولم تنفع الاسماء الرنانة.. ولم تشفع انجازات الماضي فالكلمة العليا كانت لمنتخبات مغمورة استطاعت فرض نفسها.. فالبحرين من (أصغر دول العالم مساحة وسكانا) كرمت الضيافة والوفادة الصينية وأهدت الصين (أكبر دول العالم سكانا) نقطة التعادل. والمنتخب السعودي صاحب افضل الانجازات في تاريخ هذه البطولة قدم عروضا لا يمكن تصديقها ووقف العالم باسره مشدوها امام عجز الاخضر عن تحقيق الفوز على تركمانستان.. وزاد الطين بلة خسارته المؤملة امام اوزبكستان حيث لم يتوقع اشد المتشائمين بالمنتخب السعودي ولا اشد المتفائلين بالمنتخب الاوزبكي السيناريو الذي حصل الامر الذي جعلنا نبكي على ايام العز والانجازات.. وكاد قلب فاندرليم يتوقف عن الخفقان وهو الذي قاد الاخضر للفوز بكأس العرب ثم بكأس الخليج.. لكنه للحقيقة والانصاف نقول بأنه وقع في اخطاء تكتيكية فادحة فلم اسمع او ارى في حياتي مدربا يبادر باستبدال اكثر من نصف اللاعبين الاساسيين بين ليلة وضحاها ثم لم اجد مبررا للعب القحطاني او الشلهوب والبيشي في المقدمة وجميعهم قصار القامة امام عمالقة الدفاع الاوزبكي رغم وجود الباشا والمشعل الامر الذي حرض المدافعين على القيام بدور المهاجمين بعد ان لمسوا عجزهم وقلة حيلتهم.. اضافة الى ان فاندرليم لم يوفق لا في الاختيار ولا في التشكيل ولا في التبديل.. كما فشل لاعبو الوسط والدفاع في اداء مهامهم فضلا عن اخطاء الحارسين الحرقان والنجعي ولا اود هنا تقليب المواجع لان امل التاهل لدور الثمانية لازال قويا وباقيا باذن الله شريطة فوز الاخضر اليوم الاثنين على شقيقه العراقي وعدم فوز تركمانستان على اوزبكستان. اما المنتخب الكوري الجنوبي الحائز على اللقب مرتين فلم يكن افضل من المنتخب السعودي لانه حقق تعادلا غير عادل مع المنتخب الاردني كما خطف الفوز من الامارات في الرمق الاخير.. وهنا يجدر بنا التوقف مطولا عند المنتخب الاردني الشقيق (حصان البطولة الاسود) الذي عانق المجد بقيادة مدربه العبقرية المصري المخضرم محمود الجوهري الذي قدم فريقه مستوى خارقا ابعد من خلاله النوم عن عيون الكويتيين واحرجهم وعراهم وحبس انفاسهم.. وعاد وانتزع الاعجاب ولقن الكويتيين درسا قاسيا وهزمهم بعشرة لاعبين بهدفين نظيفين ونال الاحترام لانه الافضل تنظيما والاكثر تحكما وتمكنا هجوما ودفاعا.. ولابد ايضا من الاشادة بتطور المنتخب العماني الذي صمد ببسالة ورجولة امام المنتخب الياباني (حامل اللقب) وخسر بشرف بهدف.. في حين انهار المنتخب الاماراتي بشكل مأساوي وكان اول الخارجين من البطولة بعد خسارته امام الكويت 1/3 وكوريا ج صفر /2. واخيرا لابد من القول ان بعض دول آسيا عاشت مراحل مجد وعظمة مؤخرا بعد ان ايقنت ان كرة القدم صارت طريقا لصنع مجد الشعوب وان ما حققته منتخبات صغيرة وصاعدة مثل الاردن وعمان والبحرين واوزبكستان وحتى تايلند وتركمانستان من تطور كان درسا بليغا اكد انه حتى امبراطوريات كرة القدم العريقة كانت عرضة للهزيمة والانكسار في الصين.