تضاعفت المتاعب الداخلية للرئيس جورج بوش بعد اتهام اوساط الحزبين الجمهوري والديموقراطي لادارته بتبني خطة لتأجيل الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل او نسفها في حال وقوع اعتداء ارهابي في الولاياتالمتحدة. واضطرت مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس الى التدخل امس، لنفي وجود مخطط لدى بوش في هذا الاتجاه، محملة المسؤولية لوزارة الامن الداخلي التي قدمت اقتراحاً في هذا الشأن. كذلك واجهت حملة بوش الانتخابية مشاكل مع عائلة الرئيس الجمهوري الراحل رونالد ريغان ومع الأقليات وتحديداً السود واللاتينيين الذين تسعى الحملة الديموقراطية الى استمالتهم. وأكدت رايس، في دفاعها عن الادارة، أن الكونغرس هو "المرجع الأول والأخير لتشريع أو ابطال مشروع وزارة الأمن الداخلي باتخاذ التدابير اللازمة لتأجيل الاقتراع في حال ثبوت توقعاتها بوقوع عمل ارهابي ضخم لعرقلة العملية الديموقراطية". وقالت في حديث الى شبكة "سي أن أن" ان "التاريخ يشهد على قدرة الولاياتالمتحدة على خوض انتخابات في زمن الحرب، والرئيس بوش مقتنع بذلك". ولم يلق مشروع التأجيل تجاوباً من أطراف عدة في الكونغرس، شككت بنيات الادارة واعتبرتها "هرطقة دستورية". وأكد رئيس لجنة الانتخابات الفيديرالية في مجلس النواب روبرت ناي أن "المشروع مقلق خصوصاً لجهة اعطاء بعض الوزارات الصلاحية الكاملة في توقيت الانتخابات". كما شكك جيم تيرنر، النائب الديموقراطي البارز في لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس، بالتحذيرات المتكررة من وزارة الداخلية والتي لا تتطابق مع المعلومات الاستخباراتية التي تصل اللجنة. وأشار تيرنر في حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" الى أن "ليس هناك اي معلومات عن توقيت الهجوم أو نية تنظيم القاعدة في استهداف العملية الانتخابية". وأظهر استطلاع لشبكة "سي أن أن" اجراه مركز "غالوب" المرموق، ان 55 في المئة من الأميركيين يعتبرون أنهم أكثر عرضة للخطر الارهابي بعد الحرب على العراق. ويشير الاستطلاع الى تقدم الثنائي الديموقراطي جون كيري وجون ادواردز على الجمهوريين بفارق أربع نقاط ونسبة 50 في المئة. وتحاول الحملة الديموقراطية جذب أصوات الأقليات من السود واللاتينيين التي أغضبها بوش اخيراً، بالتغيب عن مؤتمر الجمعية الوطنية لمساعدة الأقليات. وكانت الجمعية اتهمت الحزب الجمهوري بالفاشية وشبهته بحركة "طالبان". يذكر أن بوش هو اول رئيس منذ 1930 يغيب عن مؤتمر الجمعية. ويعتبر الصوت الأسود تاريخياً، حليفاً للديموقراطيين وله ثقل حاسم في ولايات بنسلفانيا وميشيغان وكاليفورنيا. وذهب 90 في المئة من أصوات السود الى آل غور في انتخابات العام 2000. وخصصت حملة كيري ثلاثة ملايين دولار لبث اعلانات في الأوساط اللاتينية، في حين يراهن على القدرات اللغوية لزوجته تيريزا هاينز واتقانها للاسبانية لجذب هذه الاوساط. وفي الوقت نفسه، انضم رون ريغن، نجل الرئيس الراحل رونالد ريغن، الى حملة الديموقراطيين، وأعلن عزمه على المشاركة في مؤتمرهم في بوسطن الأسبوع المقبل، الى جانب الرئيس السابق بيل كلينتون ونائبه آل غور، والسناتور تيد كينيدي وتيريزا هاينز - كيري. واشار ريغن الابن الى أن "عائلته ستنتخب المرشح الأكثر فهماً وانفتاحاً".