على رغم انها لم تحقق طوال مسارها السينمائي حتى الآن سوى ثلاثة افلام روائية طويلة، من اللافت ان ردحاً طويلاً من الزمن يمر بين واحدها والآخر، اذ ان اول هذه الافلام "باب السما مفتوح" حقق في العام 1988، فيما حقق الاخير "كازابلانكا... كازابلانكا" في العام 2002، وكان "كيد النساء" بينهما في العام 1999، فإن فريدة بليزيد تبدو جديرة بأن تكون اول المكرمين في ملتقى اصيلة لسينما الجنوب - الجنوب. فبليزيد تعتبر واحدة من رائدات السينما العربية الجديدة، بهذه الافلام الثلاثة، طبعاً، ولكن كذلك بالكثير من مساهماتها السينمائية الاخرى، ككاتبة سيناريو، ومخرجة لأفلام قصيرة، ومشاركة في السجالات الكثيرة التي تتمحور من حول قضايا السينما والمرأة في المغرب وفي العالم العربي عموماً. كما انها حققت اعمالاً عدة للتلفزة. ولدت فريدة بليزيد في طنجة، غير بعيد من المكان الذي تكرم فيه حالياً، وهي درست الآداب والسينما في باريس، قبل ان تبدأ حياتها المهنية بمشاركة جلالي فرحاتي في انتاج فيلمه الاول "شرخ في الحائط" 1978. وهي شاركته بعد ذلك كتابة فيلمه التالي "عرائس من قصب" ثم، وبعد ان بدأت هي نفسها خوض الاخران بفيلمها الاول "باب السما مفتوح"، شاركت محمد عبدالرحمن النازي كتابة سيناريو فيلمه "البحث عن زوج امرأتي" الذي حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً في المغرب في العام 1992، فاتحاً الباب امام علاقة جديدة ومكثفة بين الفيلم المغربي وجمهوره، الذي راح يتزايد عدداً ويتحسن نوعية منذ ذلك الحين. وفيلم فريدة بليزيد "باب السما مفتوح" اعتبر في حينه علامة في تاريخ السينما النسائية العربية... وظلت له مكانته التي طغت حتى على فيلمها الثاني "كيد النساء" الذي اتى اشبه بأمثولة تنتمي الى ألف ليلة وليلة، عابقة بالجمال الشكلي، مضمنة خلف ذلك الجمال دفاعاً حاراً وحاداً عن قضية المرأة... وهو ما يمكن تلمسه نفسه في خلفية "كازابلانكا... كازابلانكا" المرسوم من حول حبكة بوليسية. أفلام بليزيد الثلاثة هذه، تعرض في ملتقى اصيلة من خلال تكريم صاحبتها التي ستقف عما قريب خلف الكاميرا لتحقيق فيلمها الرابع الطويل بعنوان "حياة خوانيتا ناريوتي الصعبة" في انتاج اسباني - مغربي مشترك.