أفادت مصادر نيابية ان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى عرض أمام لجنة برلمانية أول من أمس تطورات قضية الصحراء وآفاق الحوار المغربي الجزائري المتعثر والجهود التي تبذلها عواصم أوروبية وواشنطن لتسريع حل النزاع. وأوضحت ان الوزير بن عيسى أكد تمسك بلاده ب"الحل السياسي القائم على منح الاقليم حكماً ذاتياً موسعاً في اطار السيادة المغربية"، ونقل عنه القول: "كيفما كانت الحلول المطروحة فإن المغرب متمسك بوحدته الترابية". وعرض بن عيسى نتائج المحادثات التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس جورج بوش في واشنطن قبل فترة، وقال انها ركزت على الدعم الاميركي للحل السياسي الذي يضمن أمن واستقرار منطقة الشمال الافريقي، على أن يكون موضع حوار بين الأطراف المعنية. وقالت المصادر ان المناقشات أحاطت بالتطورات الأخيرة للملف، في ضوء استقالة الوسيط الدولي السابق جيمس بيكر والمساعي التي يبذلها خلفه الفارو دي سوتو، وآفاق الحوار بين المغرب والجزائر "الذي يحتاج الى مزيد من الوقت والجهد في مواجهة نزاع طال حوالي ثلاثة عقود". ووصفت المصادر بيان الخارجية الجزائرية الذي تزامن مع زيارة وزير الداخلية المغربي مصطفى الساهل للجزائر، انه "يرضي الأطراف المتشددة في الجزائر التي تواجه المزيد من الضغوط الدولية"، لكنها شددت على التزام المغرب مواصلة الحوار مع الجزائر. ومن المقرر أن يتوجه وزير الزراعة والصيد الساحلي المغربي محند العنصر الى الجزائر الثلثاء المقبل للمشاركة في أعمال مؤتمر اقليمي لمحاربة الجراد، في بادرة للدلالة على استمرار الحوار بين البلدين الجارين. في غضون ذلك ذكرت مصادر في الأممالمتحدة ان وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس عرض ملف الصحراء في المحادثات التي اجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في نيويورك، في حين وضع مبعوث اسباني الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في صورة الجهود التي تبذلها مدريد لحل النزاع. وقالت أوساط اسبانية ان المبعوث الفارو ايرانزو كوتيريز سلم رسالة صداقة ومودة الى الرئيس الموريتاني من رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو الذي يعتزم زيارة نواكشوط في نطاق استطلاع آراء العواصم المغربية في شأن ملف الصحراء والعلاقات المغاربية الاسبانية.