أنهت لجنة الشؤون القنصلية والاجتماعية المغربية الجزائرية اعمالها في الرباط أول من أمس بعد اجتماعات دامت يومين عرضت خلالها أوضاع الجاليتين المغربية في الجزائر والجزائرية في المغرب، والاطار القانوني المنظم للعلاقات القنصلية والقضائية. وقالت المصادر ان الاجتماع يأتي على خلفية نتائج زيارة وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى الى الجزائر قبل بضعة أسابيع، اذ تقرر انشاء اللجنة في سياق مقاربة توزع الملفات بين ما هو سياسي واقتصادي وأمني، على طريق البحث في آليات التطبيع الكامل للعلاقات. وان كان استمرار سريان مفعول اغلاق الحدود البرية منذ حوالى عشر سنوات يلقي بظلاله على آفاق المساعي المبذولة لتحسين علاقات البلدين الجارين المتوترة أصلاً بسبب نزاع الصحراء. "بوليساريو" الى ذلك، قالت المصادر ان 100 أسير مغربي اطلقتهم جبهة "بوليساريو" في اليومين الأخيرين قد يصلون الى اغادير على الساحل الاطلسي اليوم أو غداً في اطار الاجراءات التي ترعاها مفوضية اللاجئين. بيد أن بقاء ما يزيد عن 400 أسير مغربي رهن الاعتقال ينظر اليه في الرباط بمثابة محاولة "للاستخدام السياسي" لأوضاع أقدم الأسرى المعتقلين في العالم. وتزامن ابداء حكومة مدريد ترحيبها بمبادرة اطلاق الأسرى المغاربة مع جولة أولى من المحادثات اجراها الوسيط الدولي الجديد الفارو دي سوتو مع مسؤولين اسبان يعتقد بأن لها علاقة بتحريك ملف الصحراء في ضوء مبادرة اسبانية فرنسية لجمع اطراف النزاع الى مائدة واحدة. وأعربت الحكومة المغربية عن ارتياحها لاطلاق الأسرى لكنها دانت "التعاطي انتهازياً مع مأساتهم الانسانية". وجاء في بيان للخارجية المغربية أمس ان المغرب اذ يعرب عن ارتياحه "يحرص مرة أخرى على ادانة الاستغلال السياسي والاعلامي للمأساة التي يعيشها الأسرى المغاربة من دون اعتبار لمشاعر أسرهم ولنداءات المجتمع الدولي". وطالبت الحكومة المغربية بالافراج الفوري الكامل غير المشروط عن جميع الأسرى.