وصف زعيم جبهة"بوليساريو"محمد عبدالعزيز المفاوضات مع الحكومة المغربية خلال فترات سابقة، بأنها"غير مشجعة اطلاقاً". وقال في مقابلة مع أسبوعية"البيضاوي"المغربية، تعتبر استثناء في التقاليد الإعلامية، خصوصاً في ضوء قرار كانت اتخذته السلطات بحظر أسبوعية"لو جورنال"بسبب نشر مقابلة معه، إنه"يأمل بأن يأتي اليوم الذي يحل فيه منطق الحكمة والتفتح والايجابية والإرادة السياسية الحقيقية في الحل". وكشف فشل مفاوضات عدة كانت بدأت منذ عام 1978 وتواصلت في 1983 و1989، وآخرها رغبة حكومة جنوب افريقيا في استضافة لقاء بين مسؤولين مغاربة وقياديين في"بوليساريو"قبل اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية"في آب اغسطس الماضي. وسُئل عن موقف الجزائر، فقال إنها التزمت موقفاً منسجماً مع مبادئها في الدفاع عن تقرير المصير. وعبّر عن ثقته في المستقبل، قائلاً:"لا نملك خياراً سوى أن نتفق وأن نسير اليد في اليد لرفع تحديات المستقبل". وأضاف:"من يدري، ربما يأتي زمن، وهو آت لا محالة، قد لا تعني فيه الحدود شيئاً كبيراً، وحتى نبني أساساً متيناً أمام ذلك الزمن، لا بد من الشروع من دون تأخير في تسوية قضايانا على أسس عادلة". غير أن وزير الإعلام الاتصال المغربي نبيل بن عبدالله قال في مقابلة مع الأسبوعية نفسها:"نعتبر أن الحوار الثنائي مع الانفصاليين قد يكون غير مجد، لأننا نعي تماماً أن هناك أطرافاً أخرى متدخلة في الملف، وبالتالي فسلطة القرار غير موجودة ربما في ذلك الطرف، ما يدعو إلى القول بضرورة حضور كل الأطراف المعنية بالحوار"، في إشارة إلى الجزائر. وعبّر عن استعداد حكومة بلاده لمناقشة الموضوع وطيه نهائياً. وسُئل عن احتمال قيام مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر، فرد بالقول:"نفضل الوقوف عند خطاب الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الذي أكد فيه أن الحرب غير واردة تماماً لدرجة أنه ألغى الاستعراضات العسكرية التي كانت مقررة". وشدد الوزير بن عبدالله على أن الحكم الذاتي"نفهمه على أساس أنه تخويل وتفويض صلاحيات واسعة لسكان المحافظات الصحراوية، على غرار ما يمكن فعله مع بقية الجهات المغربية، لكن في إطار احترام السيادة المغربية". إلى ذلك، ذكرت مصادر رسمية أن تطورات قضية الصحراء شكلت محاور أساسية في المحادثات التي أجراها وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى مع نظرائه في دول افريقية عدة، خصوصاً تنزانيا واوغندا وزامبيا. وسلم رسائل من الملك محمد السادس إلى قادتها، في تطور لافت لجهة انفتاح المغرب على عواصم افريقية تعترف ب"الجمهورية الصحراوية". وقال الوزير بن عيسى إنه أبلغ قادة الدول أن نزاع الصحراء يعرقل بناء الاتحاد المغاربي، وان بلاده تبذل جهوداً مضاعفة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي متفاوض حوله. كما شملت المحادثات تطوير العلاقات المغربية - الافريقية وتعزيز أواصر الصداقة والتعاون. وتأتي جولة المبعوث المغربي بعد قرار مجلس الأمن الذي دعا الأطراف المعنية إلى التعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والوسيط الدولي الفارو دي سوتو للبحث في حل سياسي لنزاع الصحراء، على أساس أن يقدم أنان خلال منتصف ولاية المينورسو الراهنة ثلاثة شهور تقارير إضافية إلى مجلس الأمن حول التقدم المحرز في عملية السلام في الصحراء.