أكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن ممثله الخاص في الصحراء الغربية الفارو دي سوتو "سيواصل العمل مع الأطراف المعنية والبلدان المجاورة للبحث عن حل سياسي عادل ودائم ومقبول من جميع أطراف النزاع". وجاء قرار التعيين بعد استقالة الوسيط الدولي السابق جيمس بيكر، بعدما وصلت جهوده إلى الباب المسدود. وينظر مراقبون إلى تعيين دي سوتو في المنصب الجديد على أنه تطور لناحية اختيار شخص عاين تطورات نزاع الصحراء ميدانياً، إذ عيّن ممثلاً خاصاً للأمين العام في الصحراء بعد انتهاء مهمة سلفه اريك جونسون الذي رافق المساعي التي قام بها بيكر، خصوصاً مفاوضاتة اتفاق هيوستن. ولفت المراقبون إلى كون أنان اختار في رسالته إلى مجلس الأمن صيغة "الأطراف المعنية والبلدان المجاورة" بعدما كان يقتصر في وقت سابق على الحديث عن طرفي النزاع، أي المغرب وجبهة "بوليساريو"، بينما كان يعتبر موريتانيا والجزائر مراقبين في أي خطة للتسوية. وعزت أوساط ديبلوماسية كلامه إلى الرغبة في تطمين الأطراف كافة في ضوء المخاوف الناشئة عن تداعيات استقالة بيكر. إلى ذلك، أجرى الوزير المغربي المنتدب في الخارجية الطيب الفاسي الفهري محادثات في واشنطن مع مسؤولين أميركيين، في مقدمهم ريتشارد ارميتاج نائب وزير الخارجية، وويليام بيرنز مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط واليوت ابرامس المساعد الخاص للرئيس جورج بوش. وذكرت المصادر أن المحادثات تناولت العلاقات المغربية - الأميركية والوضع في منطقة الشمال الافريقي وتطورات قضية الصحراء، إضافة إلى آفاق إبرام اتفاق التبادل الحر بين واشنطن والرباط الذي جرى الثلثاء برعاية الفهري والمندوب الأميركي للتجارة الخارجية روبرت زويليك. وخلال حفل التوقيع الذي حضره عدد من المسؤولين الأميركيين، حذر عضو الكونغرس دياز بلارن من مخاطر أن تستفيد تنظيمات إرهابية من انعدام الاستقرار في الامتداد الصحراوي لشمال افريقيا. وقال إن "المغرب لا يريد قيام كيان ارهابي في صحرائه، من شأنه أن يشكل تهديداً، ليس فقط لأمن المغرب، وإنما أيضاً لأمن اميركا وحلفائها الأوروبيين". ويعتبر الموقف امتداداً لمخاوف من أن تستخدم التنظيمات الإرهابية الامتداد الصحراوي بين الدول المغاربية وبلدان الساحل، في ضوء خطف سياح أوروبيين في الصحراء الجزائرية وتفكيك شبكات لتهريب السلاح في موريتانيا. من جهة أخرى، أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أول من أمس محادثات مع رئيس بنين ماثيو كيريكو، في إطار زيارة الصداقة والعمل التي يقوم بها لدول افريقية. وقالت مصادر مغربية إن المحادثات تناولت تطورات قضية الصحراء والعلاقات الثنائية، علماً أن بنين كانت من أشد خصوم المغرب في نزاع الصحراء قبل أن تعاود النظر في الموقف وتعلق في مطلع التسعينات الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" التي أعلنتها "بوليساريو". في موازاة ذلك، عقد وزراء خارجية البلدان المغاربية اجتماعاً على هامش مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في اسطنبول. وقال بيان لأمانة الاتحاد المغاربي ان الاجتماع "يدخل في إطار التنسيق والتشاور بين بلدان الاتحاد".