أعادت اسرائيل الى واجهة اهتماماتها "التهديد النووي الايراني"، وعقد مجلسها الوزاري المصغر للشؤون الأمنية اجتماعاً خاصاً أمس، استمع خلاله الى "التقرير الاستخباراتي القومي السنوي" الذي أعده رؤساء الدوائر الأمنية والاستخباراتية. وأفاد أن "التهديد النووي الايراني" سيبلغ نقطة اللاعودة عام 2007 معتبراً اياه "التهديد الأكبر لإسرائيل". وجاء في التقرير الذي تناول الأخطار المحلية والاقليمية "المتربصة" بالدولة العبرية، ان "الخطر النووي الايراني" سيصبح واقعياً بعد ثلاث سنوات، في ظل الجهود الكبيرة التي تبذلها طهران للحصول على السلاح النووي، ولتطوير صواريخ من طراز "شهاب" قادرة على حمل رؤوس غير تقليدية تهدد اسرائيل. وأبلغ معدو التقرير رئيس الحكومة ارييل شارون ووزراء الدفاع والخارجية والمال والقائد العام للجيش، ان ثمة "تهديدات أخرى" للدولة العبرية، تتمثل في "الصواريخ البعيدة المدى التي تمتلكها سورية وحزب الله"، القادرة على بلوغ وسط اسرائيل، وفي "الارهاب الفلسطيني". كما توقفوا عند التطرف في أوساط اليمين الاسرائيلي المتشدد، واحتمال محاولة ناشطين اغتيال رئيس الحكومة أو شخصية أخرى رفيعة المستوى، وساووا بين هذا التهديد وذاك الذي يشكله اليسار الاسرائيلي الراديكالي "المتمثل في دعم النضال الفلسطيني ضد اقامة الجدار الفاصل، على نحو قد يمس قوات الاحتلال"! وكرر رئيس جهاز الأمن العام شاباك اتهامه ايران بالعمل لبناء "طابور خامس" في أوساط العرب في اسرائيل، لتنفيذ عمليات ارهابية بالتنسيق مع "حزب الله"، مؤكداً ان الجهاز اعتقل العام الماضي 12 عربياً من اسرائيل، بشبهة التخابر مع الحزب. وكتب المعلق السياسي في صحيفة "معاريف" ان التقويمات الاستخباراتية الجديدة لم تتناول "التهديدات التقليدية"، مع زوال "الجبهة الشرقية" واحتلال العراق، فضلاً عن التفوق الحاسم لاسرائيل على أعدائها المحتملين مثل سورية و"حزب الله"، بالأسلحة التقليدية. وأضاف ان الدولة العبرية تراقب أيضاً بحذر تسلح مصر وتطور جيشها، لكنها لا ترى فيها مصدر خطر في هذه المرحلة، بينما تختلف التقويمات لدى الحديث عن تزود السعودية بأسلحة متطورة. وتابع ان اسرائيل ترى في "الارهاب العالمي" الذي يقوده تنظيم "القاعدة" و"الارهاب المحلي" الذي تقوده حركتا "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي"، ثاني أكبر خطر يهدد وجودها. وختم بأن المؤسسة الأمنية باشرت اتخاذ خطوات لتغيير سلم أولوياتها من أجل مواجهة الأخطار غير التقليدية.