اتهم الاميركي جوناثان ايديما الذي اعتقلته قوات الامن الافغانية في الخامس من الشهر الجاري ضمن مجموعة ادارت سجناً خاصاً مورس فيه التعذيب، واشنطن بالتخلي عنه، بعدما ادعت أنه صائد جوائز "على غرار كثيرين دخلوا الى افغانستان في الاعوام الثلاثة الاخيرة من اجل نيل المكافآت المالية" التي رصدتها لقاء اعتقال قادة ارهابيين. وأكد ايديما في الجلسة الثانية لمحاكمته بتهمة الخطف والتعذيب في كابول، انه يملك الادلة التي تؤكد عمله لحساب وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. ويذكر ان المتهم صاحب سجل عسكري طويل في صفوف القوات الاميركية، ويحاكم الى جانب مواطنيه المتورطين في القضية ذاتها: ادوارد كارابيللو وبرينت بينيت، اضافة الى اربعة افغان متعاونين معهم. وأشار ايديما الى ان الادلة تشمل وثائق تكشف مساهمة المجموعة التي يقودها في احباط هجمات ارهابية عدة بشاحنات مملوءة بالمحروقات، اهمها ضد قاعدة بغرام العسكرية، وعمليتين لاغتيال وزيري التربية يونس قانوني والدفاع محمد قاسم فهيم. كما تتضمن بياناً لتسلم مكتب التحقيق الفيديرالي أف بي آي قيادياً من "طالبان" اعتقلته مجموعته في ايار مايو الماضي. وأكد ايديما انه اجرى اتصالات عبر الهاتف والفاكس والبريد الاكتروني مع مكتب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومسؤولين آخرين في البنتاغون. وكانت القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن ايساف التي يقودها حلف شمال الاطلسي، اعلنت انها زودت ايديما ورفاقه متفجرات واسلحة لتنفيذ عمليات دهم وفرت لها الحماية الميدانية ايضاً، بعدما انخدعت بإسلوبهم "الاميركي المحترف" في العمل والبزات العسكرية المرقطة التي ارتدوها. الا ان ايديما لم يتطرق الى هذه الادلة في جلسة المحاكمة التي استمرت ساعتين وشهدت استكمال تلاوة القرار الظني في حقه والمتهمين الآخرين. وكشف محللون اخيراً ان الادارة الاميركية لا تستطيع الا ان تتنصل من هذه القضية لتجنب تسليط الضوء على نشاطات عسكريين سابقين يتواجدون في البلاد، ويرتبط بعضهم بعقود طويلة الامد مع البنتاغون، على غرار منظمات محلية ودولية اخرى تستعين بمرتزقة لتقويض حجم الهواجس الامنية التي تجتاح موظفيها في مواجهة تهديدات المتشددين. ولا يخفى ان قوات امن اميركية خاصة تتولى حماية الرئيس حميد كارزاي، في حين كلفت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي مرتزقة آخرين مهمة الاشراف على الاستجوابات في السجون. وكان ايديما ورد اسمه في كتاب نشر سابقاً عن فشل عملية مطاردة زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن بعد اطاحة نظام "طالبان" في كانون الاول ديسمبر 2001. وهو شكل وجهاً مألوفاً لدى مراسلين كثيرين قاموا بتغطية نشاط قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة في البلاد، بإعتباره مستشاراً امنياً موثوقاً.