تختلف الآراء وتتشعب، إلا أنها تتفق عند الحديث عن جمال صيف لبنان. وعلى رغم الغلاء وارتفاع الأسعار والدفع بالدولار، فإن لبنان بقي في مقدمة الدول التي يفضل السائح السعودي قضاء اجازته فيها. ويتوقع سفير السعودية في لبنان الدكتور عبدالمقصود خوجة ان يصل عدد السواح السعوديين لدى لبنان هذا العام الى أكثر من 200 الف شخص غير ان اصحاب وكالات السفر والسياحة يتوقعون أرقاماً أقل بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار في هذا البلد الجميل. استبعد الشاب طارق الحمدان ان يقضي اجازته كلها في لبنان هذا العام، مرجعاً السبب الى ارتفاع الأسعار الكبير في بيروت. ويقول انه على رغم قراره الأولي بقضاء كامل الاجازة في لبنان إلا انه بعد السؤال عن الأسعار وجد انه لا يستطيع ذلك وقرر في النهاية تقسيم اجازته بين بيروت وعمان ودمشق. ووجد بعض الشباب ان من الأوفر السفر بالسيارة في مجموعات من أربعة الى خمسة أشخاص لتقاسم كلفة السكن المرتفعة بل واختيار السكن في الضواحي والأطراف بعيداً عن ال "داون تاون" الغالية السعر ما يمكنهم من قضاء صيف معتدل الأسعار في بيروت وجبيل وصوفر وغيرها من مناطق الجذب السياحي. من جهته، يرى ناصر الطيار مدير عام وكالة الطيار للسفر والسياحة ان غلاء الأسعار حدّ من سفر العوائل السعودية الى لبنان هذا العام ويقول ان أجرة بعض الفنادق تصل الى 350 دولاراً لليلة واحدة وهو ما يفوق قدرة الغالبية على الدفع، ولا يتوقع ان تقضي العائلات السعودية معظم صيفها في لبنان هذا العام. ويؤكد محمد المحيميد ان الطلب على صيف لبنان يقتصر فقط على العزاب والمتزوجين حديثاً، متوقعاً ان يقصد بيروت هذا العام ما يزيد عن 100 الف سائح سعودي 80 في المئة منهم من الأفراد من دون العائلات التي تجد في ماليزيا وسوريا مناطق سياحية جميلة بتكاليف أقل. من جهة أخرى يقول مقداد المقداد مدير عام الخطوط اللبنانية طيران الشرق الأوسط في الرياض والمنطقة الوسطى "ان طائرتين يومياً من كل من الرياضوجدة، إضافة الى خمس رحلات اسبوعية من مطار الظهران تتجه الى بيروت، ومن خلال الأرقام والحجوزات توجد زيادة بنسبة 37 في المئة في أعداد المسافرين مقارنة بالعام الماضي". ويعتبر المقداد أن توافر السياحة الترفيهية والمؤتمرات والندوات يشكل عامل جذب كبيراً للمصطافين السعوديين، إضافة الى السياحة الاستشفائية والبحث عن آخر ما توصل اليه الطب البديل وهو من العوامل المهمة التي تميز لبنان عن كثير من دول المنطقة. ويشدد المقداد على استعدادات الحكومة اللبنانية عبر منافذ البلد المختلفة لخدمة المسافرين في وقت قياسي وبترحاب كبير متمنياً للجميع "صيفاً منعشاً وسياحة ممتعة". وكان لبنان شهد تدفقاً كبيراً للسياح العرب بلغ 438203 في العام الماضي مشكلاً نسبة 45 في المئة من عدد السياح الاجمالي. وبحسب تقرير نشر أخيراً فان عدد الزوار عبر مطار بيروت سجّل ارتفاعاً قدرت نسبته ب 20 في المئة خلال الشهرين الماضيين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.