يبدو أن الجهود التي بذلها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته لباريس بهدف استقطاب تأييد الجانب الفرنسي لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، لن تجدي نفعاً، إذ اعتبر وزير الخارجية الفرنسية ميشال بارنييه أمس، أن "الطريق ما زال طويلاً"، أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد، على رغم تأكيده أن "أنقره على الطريق الصحيح"، معتبراً أن "من اللازم أن نقول الحقيقة". إلا أن بارنييه أراد تذكير أصدقائه في حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" الذي ينتمي إليه الرئيس جاك شيراك وتعارض غالبية فيه هذا الانضمام، أن "الحوار بين تركيا وأوروبا بدأ منذ وقت طويل جداً عام 1963" مع الجنرال ديغول والمستشار الألماني كونراد أديناور. لكنه أعرب عن ارتياحه "لأن تركيا تتوجه تدريجياً إلى الأنموذج الأوروبي الديموقراطي والاقتصادي والاجتماعي". ويثير ترشيح تركيا، البلد المسلم العلماني الذي يعد أكثر من 70 مليون نسمة، للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، انقساماً بين الأحزاب الفرنسية حيث تعارضه أحزاب اليمين الحاكم. أردوغان يستنجد بالاقتصاديين ودعا أردوغان أوساط الأعمال الفرنسية إلى دعم جهود بلاده من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من خلال الاستثمار في تركيا، خلال لقاء مع حركة أرباب العمل الفرنسية ميديف. وقال: "لا أتوقع منكم بالطبع أن تتدخلوا في العملية الديبلوماسية لكن في وسعكم تقديم مساهمة بهذا الصدد". وأضاف: "إنني مقتنع بأن في وسع الأوساط الاقتصادية الفرنسية بالتأكيد المساهمة في العملية الديبلوماسية، إنني مقتنع بأن لديها مساهمة ديبلوماسية وأننا نرتقب" ذلك. ورد رئيس "ميديف" إرنست-أنطوان سيار أن رجال الأعمال المئة المشاركين في اللقاء يكنون تأييداً صادقاً لتركيا، لكنه أشار إلى أن صلاحيات الحركة "لا تمتد إلى المجال الديبلوماسي". ويزور أردوغان باريس لثلاثة أيام. والتقى فور وصوله رئيس الوزراء جان بيار رافاران. كما استقبله الرئيس جاك شيراك حول مائدة غداء في قصر الإليزيه أمس.