مع انطلاق حملة الدعاية في فرنسا لانتخابات البرلمان الاوروبي التي ستجرى في 31 يونيو الجاري يلاحظ أن من ابرز الغائبين عن تلك الحملة الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي يرجع عزوفه عن المشاركة في الحملة إلى أن النتيجة الوحيدة الطيبة التي يمكن توقعها لانتخابات الاتحاد الاوروبي في فرنسا هي أنها لن تأتي بنتائج سيئة. وما زال شيراك ورئيس حكومته جان بيير رافاران يتعافيان من الخسارة الفادحة التي مني بها يمين الوسط في الانتخابات المحلية التي أجريت في مارس الماضي وأجبرتهما على تقليص وتخفيف سرعة الاصلاحات الجذرية التي بدآها مثل المتعلقة بنظام الرعاية الصحية وإعانات البطالة. وكان يعتقد على نطاق واسع في أعقاب نتائج انتخابات مارس وبسببها أن شيراك لن يبقي رافاران في منصبه إلا لحين انتهاء انتخابات البرلمان الاوروبي ليأتي بعد ذلك بشخصية تتمتع بشعبية أكبر مكانه. وربما يحدث ذلك إذا مني حزب التجمع من أجل الديمقراطية الشعبية الذي ينتمي إليه شيراك ورافاران بهزيمة أخرى في انتخابات 31 يونيو بحصوله على 21 في المئة من أصوات الناخبين أو أقل. لكن عدم اهتمام الفرنسيين بانتخابات البرلمان الاوروبي يصل إلى درجة أن النتائج ربما لا يكون لها تأثير يذكر على مستقبل رافاران أيا كان مبلغ الحرج الذي ستسببه. ونشر رسم فكاهي في العدد الصادر في أول يونيو لجريدة (لو باريزيان) لخص فيه الرسام بوضوح مدى أهمية انتخابات البرلمان الاوروبي بالنسبة للفرنسيين وحكومتهم، حيث يظهر رافاران في الرسم والقلق باد عليه بوضوح قائلا لشيراك: إذا كان الفرنسيون غير مهتمين بانتخابات البرلمان الاوروبي فلنأمل ألا يهتموا أيضا بالنتائج. ورغم الجهود المكثفة التي يبذلها السياسيون لتأكيد أهمية انتخابات البرلمان الاوروبي فإن تلك الانتخابات فشلت في اجتذاب الناخبين الفرنسيين. ومن أسباب ذلك أن القضايا التي تشغل اهتمام الاتحاد الاوروبي حاليا مثل دستور الاتحاد ومساعي تركيا للانضمام إليه لا تمثل أهمية كبيرة للفرنسيين. يضاف إلى ذلك أن معظم الفرنسيين لا يعرفون فيما يبدو أسماء ممثليهم في البرلمان الاوروبي. وبصرف النظر عما يقوله النواب الفرنسيون في البرلمان الاوروبي عن أهميته فإن معظمهم يفضلون البقاء قي باريس لمتابعة نشاطهم السياسي عن التوجه إلى مقر البرلمان في ستراسبورج للمشاركة في المناقشات الاوروبية. ولذا فإن لم يستجب الناخبون الفرنسيون لدعوة المعارضة بتوجيه ضربة جديدة إلى شيراك وحكومته فمن المرجح أن تقل نسبة الاقبال على التصويت في انتخابات البرلمان الاوروبي في فرنسا عما كانت عليه في انتخابات عام 1999 عندما لم تتجاوز نسبة المشاركة 7ر46 في المئة.