حسن درديري، لطفي زين، محمد حمزة وفؤاد بخش أسماء معروفة في الدراما السعودية، لأهالي الجيل الحالي. بدأت مشوارها الفني منذ أكثر من أربعة عقود، في المسرح والدراما والإذاعة. في وقت كانت دراما المنطقة الغربية الحجاز تسيطر على معظم إنتاجات التلفزيون المحلية، خصوصاً في بدايات الدراما السعودية. ولا يعد انطلاق الدراما من تلك المنطقة في السعودية غريباً، إذا علمنا أن أول مدرسة للتمثيل المسرحي أنشأها الشيخ أحمد السباعي في الخمسينات في مكة، ولولا الظروف الأمنية والسياسية في تلك الفترة التي حالت دون إكمال مشروع السباعي لكان حال المسرح والدراما في السعودية مختلفاً الآن. فؤاد بخش أحد المنتمين إلى أولئك الرواد، يعمل في مجال الإعلام منذ 40 عاماً. بدأ كممثل إذاعي، وسجل اسمه كممثل دراما في محطة تلفزيون جدة لحظة تدشينها. له الكثير من المسلسلات المحلية، وعدد لا بأس به من المشاركات في الدراما المصرية. وعلى رغم أنه بلغ من العمر 65 عاماً، ويحاول جاهداً تذكر أسماء الأعمال التي شارك فيها، فإنه فرغ من تصوير ثلاثة مسلسلات في هذا العام، من إنتاج راديو وتلفزيون العرب. تشارك إلى جانبه مجموعة من الأسماء المعروفة في الدراما المصرية: أحمد بدير، عبدالله فرغلي، وعايدة عبدالعزيز وسواهم. "حسك عينك" مسلسل كوميدي، يقول عنه بخش وبكل صراحة، على رغم لعبه دور البطولة: "لا يحمل في طياته أي إبداع، ولا يختلف عن الحدوتة المصرية المعتادة، بنت من عائلة غنية تحب عامل أدوات صحية...". أما المسلسلان الآخران فيؤكد بخش أنه لا يذكر اسميهما، لكنه يقول إنهما سيعرضان قريباً على الشاشة. "الحياة" التقت بخش في منزله في جدة في هذا الحوار. شاركت في فيلم سينمائي مصري من إنتاجك وبطولتك، إلى جانب فريد شوقي وسهير رمزي في الثمانينات، لمَ لم تعاود التجربة؟ - للتوضيح، أنتجت هذا الفيلم الذي كلفني الكثير ليس مادياً فقط، بل صحياً ونفسياً، كما أنه أخذ الكثير على حساب عائلتي، في سبيل الانتشار وكسب الخبرة. وذلك ينطبق أيضاً على المسلسلات المصرية التي شاركت فيها. وعلى رغم كل ذلك، فإنني وبحسب خبرتي العملية مع الإخوان في مصر، أقول إن العمل في القاهرة لا يشجع لأسباب عدة، أهمها: إذا تغاضينا عن أن التكلفة ستصبح الضعف بالنسبة الى المنتج الأجنبي، عدم تقبل الفنانين في مصر للممثل العربي، خصوصاً السعودي أو الخليجي. فهم ينظرون إلينا نظرة فوقية وكأنهم أساتذتنا، لا أنكر أنهم كانوا رواداً في زمن مضى، لكن ذلك تغير الآن ولم نعد تلامذة كما كنا، فالدراما الخليجية والسورية غطت على نظيرتها المصرية في السوق الخليجية. كما أن سينما المغرب العربي وسورية ولبنان تقدم أعمالاً أهم بكثير من تلك التي تقدمها المصرية الآن. أما عن تقبلهم لمشاركتي وزملائي في أعمال مضت، فذلك يعود إلى اهتمام التلفزيون السعودي بالأعمال العربية التي تسمح بمشاركة السعوديين. ومن وجهة نظري، أظن أن مصر بحاجة إلى الانفتاح على الأعمال العربية أكثر، وإلا ستفقد كل تاريخها الفني. غياب مسلسل "عمارة الأسرار" السعودي الذي أنتج هذا العام وسواه، إضافة إلى مسرحيات عرضت في مهرجانات الصيف، ظهر فيها ممثلون من دول عربية أخرى، هل يعود ذلك في رأيك إلى غياب الممثل السعودي أم الى ضعفه؟ - على رغم أن الدولة ممثلة في وزارة العمل المستحدثة تسعى السعودة معظم مجالات العمل، لكن ذلك لا يحصل في المجال الفني. ولست ضد المشاركات العربية في المسلسلات السعودية، لكننا في السنوات الفائتة، نشاهد الممثل المصري والسوري في المسلسلات السعودية ولا نشاهد الممثل السعودي في المسلسلات المصرية أو السورية. وأود الإشارة إلى أن التعاون الخليجي في الدراما، أوجد ما نسميه الدراما الخليجية. وكم أتمنى أن يكون هناك دراما عربية. لكنني لا أنكر أن نجاح الإخوان المصريين والسوريين كان بإعطائهم الفرصة كاملة لشباب بلادهم. ويستوجب أن نعطي الشباب السعودي فرصة بدل أن نجلسهم على كراسي الاحتياط، ونستقطب عجائز الفنانين العرب. لست أقصد الإساءة إلى أحد، لكن هناك ممثلين لا يشاركون في مسلسلات بلادهم، في حين يستقطبهم منتجونا، ويدفعون مبالغ طائلة، فيما لو استثمرت هذه المبالغ بإعطاء الفرصة للشباب وتكثيف نوعية الإنتاج لوجدنا أن الساحة ستزخر بالممثلين السعوديين بعد خمس سنوات على الأكثر. والمتابع للإنتاج السوري أخيراً يرى كم هو عدد الممثلين الذين تخرجوا إلى الساحة الفنية في أقل من عقد واحد. قلّ في شكل ملحوظ إنتاج المنطقة الغربية في السنوات الخمس الأخيرة، هل تعتقد بأن دراما المنطقة الوسطى الرياض والمنطقة الشرقية سحبت الأضواء؟ أم أن الممثل الحجازي اختفى؟ - الدراما في المنطقة الغربية تحتاج إلى كاتب متخصص، يبرز مشكلات المجتمع الحجازي وعاداته وتقاليده. وذلك لا يكون إلا بكاتب سعودي على دراية كاملة بهذا المجتمع، حتى ينقل المشاهد بأكمل وجه إلى هذه البيئة. ونحن في الحجاز نفتقر إلى الكاتب للأسف. برأيي هذا هو أهم سبب في غياب الدراما الحجازية عن الساحة. "أصابع الزمن"، "ليلة هروب"، ومن قبل "تحفة ومشقاص"، علامات مهمة في الدراما السعودية. لكنّ أولئك الممثلين والكتاب رحلوا، والمنطقة بحاجة إلى من يعطي الفرصة للشباب، حتى ينهضوا بالفن الحجازي من جديد. وأكرر بأن هناك ممثلين شباباً أثبتوا وجودهم في الساحة المسرحية والدرامية، ويحتاجون الى من يأخذ بيدهم. وأود أن أوجه رسالة إلى ناصر القصبي على سبيل المثال: كفاك تمثيل الأدوار الحجازية في "طاش ما طاش"، و"أعطي الخبز لخبازه حتى لو أكل نصفه". اذ هناك شباب حجازيون يستطيعون أداء ما تقوم به بصورة أفضل. يذكر أن بخش سيغادر إلى القاهرة بعد يومين للمشاركة في تصوير مسلسل الأطفال الرمضاني "بابا فرحان" الذي ينتجه التلفزيون السعودي منذ أكثر من ست سنوات، ويلاقي رواجاً محلياً.