يرى الفنان د. هاني ناظر بأنه محارب من بقية المنتجين السعوديين بسبب "الشللية" و"الغيرة"، معتبراً تجاهلهم له وعدم دعوته في أي عمل محلي بأنه دليل على عدم احترام منتجي الدراما لرسالة الفن. وقال الفنان المُلقب ب"سفير الفن السعودي" في حواره مع الرياض، إنه على استعداد لتقديم فيلم سينمائي متى ما وجدت صالات السينما في المملكة، مطالباً في الوقت ذاته بضرورة إنقاذ الدراما الحجازية من الضعف الذي تعاني منه في الوقت الراهن. * رغم مشوارك الطويل في الدراما المحلية إلا أنك غائب لسنوات عن الدراما السعودية.. لماذا؟ * نعم.. لقد بدأت مشواري الفني من منتصف الثمانينيات ووقتها كانت الساحة الفنية في الحجاز مازالت بكراً، ولم يسبقني سوى ثلاثة فنانين أو أربعة ومنهم الفنان القدير محمد حمزة والفنان القدير فؤاد بخش والفنان القدير حمدان شلبي وأنا الرابع. كانت بداية جميلة وكنت من صناع الدراما والمسرح ولله الحمد، وقدمت مشاركات عربية لم يسبقني إليها إلا الفنان القدير خالد سامي الذي كان في الأردن وكنت أنا مع الفنان القدير فؤاد بخش -رحمه الله- في مصر وكان عبدالمحسن النمر في البحرين والخليج، وبفضل الله كسرت القاعدة وشاركت مع نجوم كبار في مصر وقدمت معهم أعمالاً مهمة منها مسلسل "دمي ودموعي وابتسامتي" مع شريهان، ومسلسل "شيء في صدري" مع عزت العلايلي وروجينا، كما قدمت أعمالاً في سوريا ولبنان والأردن. أما عن غيابي في الفترة الأخيرة فله أسباب عديدة منها قلة الإنتاج الدرامي في الحجاز، إضافة للغيرة والتهميش الحاصل من بعض المنتجين للأسف، فعندما يكون الفنان لديه سيرة ذاتية قوية يواجه منافسة غير شريفة. وهناك عامل مهم هو أن بعض المنتجين المؤثرين في الدراما الحجازية يغيبون حالياً لظروفهم الصحية مثل محمد حمزة وحمدان شلبي وحسن دردير. * هل تعتقد أن هناك حرباً ضدك من المنتجين والفنانين؟ * أنا لا أعتقد بل هو واقع ملموس وحقيقة واضحة. الحرب موجودة من المنتجين ولو تلاحظ أن عدداً من الأعمال المحلية مثل المسلسل الشهير "طاش ما طاش" استعان بكل الفنانين من المنطقه الغربية مثل فؤاد بخش وحمدان شلبي، وبالصغير والكبير، ولم يوجهوا لي أي دعوة على الإطلاق، وعندما يتم تجاوزي بهذا الشكل فلا شك أن الأمر مقصود، سواء في "طاش" أو غيره من المسلسلات. إنهم يحاولون تهميشي وإلغاء التاريخ رغم أن الشمس لا تحجب بغربال، وأنا لي تاريخي الدرامي المعروف لأكثر من ثلاثين عاماً، ومثلي مثلهم ومصنف درجة أولى ممتازة في وزارة الثقافة والإعلام، والجمهور يعرف اسم د. هاني ناظر تماماً، ولي حضور مؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي بتطبيقاته المختلفة "سناب وتويتر". لذا أعتقد أن تهميشهم لي جعلهم في موقف محرج وعرّاهم تماماً لأنهم يتجاهلون فناناً ذا سيرة ذاتية مميزة وخدم وطنه بإخلاص ومنذ فترة مبكرة، وهذا يدل على أن هؤلاء المنتجين لا يعملون بأمانة المهنة ولا يحترمون رسالة الفنان السامية إنما تحكمهم الأهواء والغيرة والمنافسه غير الشريفة. * الدراما الحجازية تعاني من الضعف في السنوات الماضية.. ما هي الطريقة لإعادتها إلى وضعها السابق؟ * الدراما الحجازية انطلقت منذ وقت مبكر، بالتزامن مع بداية البث الإذاعي، والمسرح أيضاً، ومعروف تاريخياً أن الدراما الحجازية قوية ومطلوبة، لكنها ضعفت في الفترة الأخيرة بسبب ضعف بعض المنتجين ومرضهم وشيخوختهم، وعودتها تأتي إذا وجدنا كمنتجين من ذوي الخبرة مثلي أو غيري دعماً وتكليفاً أو تعميداً من هيئة الإذاعة والتلفزيون ومن القنوات الكبيرة المعروفة مثل إم بي سي أو روتانا. أقولها بحرقة في هذا الحوار الجريء والصريح وهدفي المصلحة العامة: الدراما الحجازية يجب أن تدعم بقوة حتى تعود لسابق عهدها لأنها مطلب، ومن المؤلم أن تضيع درامات بفنانيها ومواهبها الوطنية وبموروثها وعمرانها بالذات في منطقة الحجاز الغنية بعمرانها وموروثها وقضاياها، فلذلك أعتقد أنه يجب أن يُنظر إلى هذا الأمر نظرة اهتمام من الجهات المعنية بصناعة الدراما، كما أتمنى أن تتحرك بقية المناطق وليس فقط الدراما الحجازية، نريد أن نرى الدراما في المنطقة الشرقية التي كانت مع الدراما الحجازية والمناطق الأخرى تقدم أعمالاً مميزة وخاصة في فترة الثمانينيات حيث كان جميع الممثلين في ذلك الوقت جسداً واحداً ولم تكن هناك شللية أو حسد أو تحيز، حتى ظهر بعض المهرجين والأرجوزات الذين كونوا قروبات وشللية باسم الكوميديا وأضحكوا الناس عليهم وأساءوا بذلك لأنفسهم ولموروث بلدهم. * هل سنراك قريباً في مسلسل من إنتاجك؟ عندي شركة فنية بترخيص إعلامي قديم من الثمانينيات وقدمت من خلالها مسرحيات وتنظيم معارض ومهرجانات محلية وخارجية، وقد عرض علي إنتاج دراما ولكن لا أرضى أن أفرض نفسي على الجمهور عبر عمل من إنتاجي أي "بفلوسي" مثل بقية الزملاء الذين أنتجوا لأنفسهم وصرفوا أموالاً طائلة من أجل الظهور على الشاشة رغم أن معظمهم لا يمتلك الكاريزما والقبول والجمهور يرفضهم. أنا مكتف بظهوري كممثل وهذه ميزة لي ولله الحمد فقد وصلت بإنتاج عربي كبير ووجدت حضوراً وقبولاً عربياً وليس محلياً فقط، ولدي جمهور عربي واسع، ولذلك أرفض الإنتاج بعد هذا العمر وبعد مسيرة ثلاثين عاماً، وما زالت لدي أنشطة عربية وتكريمات دولية وعلاقات مع نجوم عرب في مصر وغيرها. * أين أنت عن المسرح.. خاصة مع الجهد المميز لهيئة الترفيه؟ - أنا ابن المسرح، وبدأت مسيرتي الفنية من مسرح جامعة الملك عبدالعزيز وشاركت في مهرجان الجنادرية السابع وقدمت 28 مسرحية من إنتاجي، ولدي مسرحية جديدة من تأليفي وإخراجي بعنوان "سر الكرسي ثلاثة عشر" وأتمنى من هيئة الترفيه أن تعطينا فرصاً أكبر لأن الغياب عن المسرح بسبب بعض التعقيدات التي تحد من نشاطنا المسرحي بعكس الدعم الذي يجده المسرح في الرياض وأتمنى وقفة هيئة الترفيه معنا في هذا الجانب. * صناعة السينما بدأت بالتحرك في السعودية.. هل خططت للقيام ببطولة فيلم سينمائي؟ * بالتأكيد وأنا لي تجربة سينمائية في مصر حيث شاركت في فيلم "اللقاء الثاني" وفيلم "المطربون في الأرض" وعرضت في صالات السينما المصرية في التسعينيات. عندما يكون هناك تقدم في صناعة سينما سعودية تأكد بأني سأكون في مقدمة الركب، وأنا أخطط لذلك بالفعل، ولكن تظل الفرص ضعيفة حتى الآن والحركة في هذا المضمار ضعيفة ولم يتم إنشاء دور عرض ولم يظهر لنا منتجون سينمائيون يعتمد عليهم في هذه الصناعة. * لك أسلوب خاص في سناب شات، حيث دمجت الدراما بالتقنية.. ما الذي تهدف إليه من هذا الأسلوب؟ هل السبب مادي بغرض الحصول على الإعلانات مثلاً؟ * لقد خططت لابتكار "سناب شات" خاص بي، وأطلقت عليه اسم "دراما سناب شات" وقد حققت ولله الحمد متابعة عالية، وشاركت معي ابنتي بتيل وقدمنا أكثر من 18 سنابة حتى الآن، نقدم من خلالها مادة درامية فيها من الملابس والديكور والموسيقى والغناء وأحياناً الاستعراض، وأنا بهذا الأسلوب غيرت فكرة "سناب شات" وحوّلته من هوس التصوير واليوميات إلى شيء مفيد وقدمت رسائل للمجتمع، وهذه هي غايتي الحقيقية أن أفيد الناس. د. هاني ناظر