اصبحت"تجارة قصور الافراح"عملية مربحة ومدرة في السعودية يمكن ان تؤمن ما يصل الى مليون ريال في موسم الزواج الذي عادة ما يستمر ثلاثة شهور. ويقدر ان الاقتصاد السعودي يتحمل، ما يصل في المتوسط، بليون ريال 270 مليون دولار كلفة الاعراس سنوياً وهي تنعش سوق العمل واسواق الذهب والمجوهرات وسوق الماشية. لم تعد ظروف العريس والعروس المحدد الرئيسي لموعد الزواج في السعودية بل اصبح الحصول على حجز في قصور الافراح المحدد لموعد الزواج في موسم الصيف. وباستثناء المعازيم المدعوين والذبائح فإن قصور الافراح المضاءة طوال فصل الصيف تتكفل تقديم كل شيء، من المكان المكيف والقهوة والشاي وطبخ الولائم واستقبال الرجال والنساء في قاعات منفصلة. واكملت هذه القصور استعداداتها لهذا الموسم الذي تنتظره كل عام. ويقول احمد الناصر مدير احدى القاعات ان كلفة استئجار القصور تختلف حسب الفئة والموقع والخدمات التي تقدمها، لافتاً الى أن سعر الليلة الواحدة يراوح بين 10 و30 الف ريال 2.66 الى ثمانية الاف دولار، يضاف لها ثلاثة آلاف ريال في ليلتي الخميس والجمعة وهي الاجازه الاسبوعية في السعودية، ما يعني أن ايرادات القصر الواحد قد تتجاوز المليون ريال خلال الموسم الذي يستمر ثلاثة شهور. ويضيف ان الحجوزات تبدأ قبل بداية الاجازه بشهرين تقريباً بعدما أصبحت هذه القصور احد اهم اركان الزواج في السعودية، لتقديمها كل الخدمات المناسبة للجموع الكبيرة من المعازيم اضافة الى التكييف الذي لاغنى عنه في فصل الصيف الحار. ويشير الناصر الى قدرة هذه القصور على استضافة ما يقارب ال400 شخص في قاعة الرجال ومثلها في قاعة النساء المنفصلة، ويتكفل القصر بخدمة القهوة والشاي والعصائر اضافة الى وجبات العشاء التي تشتمل على لحم الجمل وعدد يراوح بين 10 و50 رأساً من الاغنام حسب عدد المدعوين. من جهته يرى منيف العتيبي صاحب احدى القاعات ان ارتفاع اسعار تلك القاعات يعود الى قدرتها على استضافة وخدمة الجموع الكبيرة من المعازيم، اضافة الى ان موسمها يستمر ثلاثة شهور فقط، ما يعني أنها تتحمل تكاليف السنة بكاملها من عمالة واضاءة وتكييف لقاء ايرادات ثلاثة شهور. ويشير الى عدم منافسة الاستراحات الكبيرة، التي اصبحت تؤجر على اطراف المدن بأسعار لا تتجاوز الالفي ريال، للقصور لافتقادها للتكييف المهم جداً خلال فصل الصيف في السعودية، اضافة الى عدم التزامها خدمة القهوة والشاي والطبخ، بما يحمّل المستأجر كل تلك التكاليف الاضافية التي لو جمعت لوصلت الى ما يعادل كلفة القصر المجهز لذلك الغرض. وتتوزع قاعات الافراح والزواجات في كل المدن السعودية تقريباً وتنشط خلال موسم الصيف من كل عام حيث تدعى العائلات السعودية بمعدل حفلتي زواج اسبوعياً من الاقارب والجيران والاصدقاء. وتقدم العائلات لكل من العريس والعروس ما يعرف ب"العانية"، وهي مبلع بسيط يراوح بين 500 وثلاثة آلاف ريال حسب القرب والبعد العائلي، بما يساعد على التخفيف من التكاليف الكبيرة التي يتحملها العريس. ويقدم كبار السن مايعرف ب"القود"، وهي ذبيحة من الغنم يقتادها معه لبيت العريس. وتبلغ كلفة الزواج نحو 100 الف ريال 27 الف دولار وتشمل المهر من الذهب والالماس والبلاتين وتكاليف العزيمة. وعلى رغم عدم وجود احصاءات دقيقة للتكاليف الكلية للزواجات في السعودية، الا ان بعض جماعات الاحصاء ترى انها لا تقل عن بليون ريال 270 مليون دولار سنوياً.