قدّر متعاملون في أسواق الذهب والمواشي وقاعات الأفراح ما ينفق خلال موسم الزواج في رفحاء بنحو عشرين مليون ريال، وقالوا ما إن تبدأ الإجازة الصيفية حتى تدق طبول الأفراح، وينطلق الموسم المنتظر الذي تمّ تخصيصه للاحتفال بالزيجات، ويحرص الأهالي في المحافظة على أن تكون زيجاتهم صيفية لظروف كثيرة ومتعدّدة من أهمها العطلة الدراسية، قدوم الأقارب والأصدقاء من خارج المدينة في عرف اتفق عليه الجميع منذ سنوات عديدة. وينفق الأهالي في هذا الموسم ملايين الريالات في أوجه متعدّدة تنصبُّ أخيراً في ليلة الزواج مابين تجهيز العروس بالمال والذهب ومصاريف الفرح في القاعات والاستراحات وما بين ما يتمّ ذبحه لتقديمه ولائم للفرح وملحقاته إضافة لإكسسوارات الأفراح التي أصبحت عادة وسبباً في نظر البعض لنجاح أي حفل زواج سواء بإحضار مطربة للنساء أو فرقة شعبية للرجال إضافة لملحقات الزواج من حفلات تسمّى المسائية والصباحية وغيرها. ورأى الشيخ فهد الشمري أن حفلات الزواج المبالغ فيها تُعدّ أحد أسباب ضعف الحياة الزوجية بعد الزواج فقد يجعل الإنسان هذا الزواج سبباً في تعاسته ودخوله في بحر متلاطم من الديون والمصروفات التي ذهبت هباء وصرفت في ليلة واحدة، وقال: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعا لوليمة الزواج ولو بشاة واحدة في حين نرى اليوم تبذيراً وإسرافاً كبيراً فيما يتمّ تقديمه في حفلات الزواج على فترة موسم كامل قد يصل إلى شهرين أو ثلاثة ربما تهمل فيه بقايا الطعام. فيما أفاد محمد سعود أن قصور الأفراح باتت الآن لا تقنع بالآلاف القليلة بل أصبحت تفكر في الأرقام الضخمة لقضاء ليلة العرس في كنف قصرها، وقدّر متوسط قيمة استئجار بعض القصور بنحو 12 ألف ريال. وقال مدير قاعة احتفالات إن ما يأخذه القصر من صاحب المناسبة لا يُعد بذلك المبلغ الكبير مقارنة بما يقدّمه من خدمة رائعة ومكان نظيف معد لاستقبال الضيوف و»المعازيم»، مضيفاً أنه يوجد في رفحاء أربع قاعات على مستوى عالٍ من النظافة والتنظيم حيث تتكفل القاعة بطبخ ما يحضره صاحب الزواج سواء من الإبل أو الغنم إضافة لتقديم ملحقات العشاء من البخور والمياه والعصائر والشاي والقهوة إضافة لوجود عمالة كثيرة تخدم صاحب الزواج أيضا يتكلّف القصر في إصلاح ما يقوم به بعض «المعازيم» للأسف من تخريب في القاعة. ولفت أبو يحيى صاحب مطعم لتجهيز الولائم إلى أنه يشرف على أكثر من قاعة للاحتفالات في المحافظة، مشيراً إلى أنه في الموسم الماضي قام بطبخ أكثر من 350 من الإبل وأكثر من 700 من الغنم لتقديمها طعاماً لحفلات الأعراس في المحافظة، إضافة لما يأتي لنا من طلبات أخرى رديفة لحفلات الزواج حيث تقام قبل الزواج وبعده ولائم للضيوف وللمسائيات وعادة ما تقام في استراحات خاصة. وتحدث سيف الشمري عن أنه يبيع في موسم الزيجات من الإبل والأغنام ما يوازي بيع عام كامل، إذ يتمّ السحب من السوق ويبلغ سعر ما يتمّ ذبحه من الإبل أربعة إلى سبعة آلاف ريال، ومن الغنم 700 إلى ألف و300 ريال للرأس. أما أكرم صاحب محل للحلويات فقال إن العمل في موسم الزيجات برفحاء يعد مربحاً، ويومياً نقوم بتوصيل طلبات لقاعات الاحتفالات أو للمنازل أو للاستراحات ويتم طلب من 90 إلى 200 صحن من الحلويات لكل حفل زواج علماً بأن الصحن الواحد يكلّف من 50 إلى 70 ريالاً. وأبان المستثمر في سوق الذهب سعيد صابر، أن تجهيز النساء للزيجات ليس كما كان قبل سنوات مضت، إذ كان جهاز العروس في الزواج سابقا يكلف 70 إلى 100 ألف ريال، وتحرص المتزوجات على شراء قطع الذهب الكبيرة، أما حالياً تغيّر الأمر وأصبحت المتزوجات يحرصن على الذهب الناعم صغير الحجم ويبلغ جهاز العروس تقريبا أربعين ألف ريال. وتقول أم مهند صاحبة مشغل إنه يتم تجهيز العروس بعمل «الماكياج» اللازم لها إما ببرنامج خاص يمتد لمدة شهر تقريباً ويكلّف أربعة آلاف ريال أو بزينة ليلة الزواج لها ولمرافقاتها، وقدّرت دخل المشغل في موسم الزيجات بنحو100 ألف ريال. فيما ينادي كثير من الأهالي وخطباء الجمعة بتقنين الحفلات وقصرها على العائلة وهو ما يرفضه البعض بحجة فرحة العمر، إذ يرى صالح محمد أن حفل الزواج لن يقام في العمر إلا مرة واحدة، لذلك لا بد أن تكون ليلة لا ينقصها شيء، في حين يقول يوسف سعود إن العريس سيدفع ثمن هذا الإسراف بعد بداية حياته عندما يضيق عليه الدخل ويذهب راتبه لتسديد احتياجات زواجه. وعلى صعيد آخر تزدهر أسواق ملابس النساء ومحلات خياطة الملابس الرجالية ومحلات التسجيلات والصوتيات والاستراحات الخاصة والشقق المفروشة ومحلات الأثاث والمفروشات ومحلات تصوير الفيديو وتزيين السيارات. مسلخ رفحاء يتم إشغاله بنسبة عالية في موسم الزيجات